أعلنت الجمعية الدولية لحقوق اللاجئين، اليوم الخميس، عن تقريرها حول أوضاع اللاجئين في في كل من ألمانيا وهولندا وفرنسا وبلجيكا.
وأوضح رئيس الجمعية، أوغور يلدريم، في مؤتمر صحفي، أنّ القائمون على إعداد التقرير الذي حمل اسم “الباب المُغلق في وجه الأمل، ونظرة الأوروبيين تجاه اللاجئين”، قاموا بزيارة كافة الأماكن التي يتواجد فيها اللاجؤون في الدول المذكورة، وأحصوا معلومات وافية عن أوضاعهم.
وأفاد يلدريم أنّ قسما من اللاجئين في أوروبا، يعيش في مخيمات أنشأتها الدولة، وقسما آخر في الصالات الرياضية وفي فنادق أخذت فيما بعد، طابع المخيم، مشيراً في هذا السياق إلى وجود مخيمات أنشأها اللاجئون بأنفسهم.
وذكر يلدريم أنّ ألمانيا، صنّفت المخيمات إلى “درجة أولى”، و”درجة ثانية”، ففي الدرجة الأولى، يقطن اللاجئون المتعلمون، والذين يجيدون اللغة الألمانية، ويتقنون حرفة معينة، فيما يقيم في مخيمات الدرجة الثانية، اولئك الذين لا يجيدون اللغة، ولا يتقنون حرفة معينة، وليس لديهم تحصيل علمي، وتنضوي الصالات الرياضية، والفنادق ذات طابع المخيمات، تحت صنف مخيمات الدرجة الثانية، وتقوم الجهات المشرفة عليها، بإرسال اللاجئين إلى دورات تعليم اللغة، ومعاهد تعليم الحرف، من أجل إدراجهم في الحياة والاستفادة منهم.
وأشار يلدريم إلى أنّ الدول الأوروبية تسعى للإستفادة من اللاجئين، واستخدامهم في إنجاز ما عجزت عنه القوى العاملة المتوفرة لديها، قائلاً في هذا الصدد: “ألمانيا فيها نسبة كبيرة من المسنين، ولديها معايير خاصة فيما يخص اللاجئين، فهم يرغبون في استقبال اللاجئين الذين لديهم تحصيل علمي، فالأوروبيين يطلبون المزيد من الأطباء والمهندسين وذوي الكفاءات العلمية، إضافة إلى سعيهم لاستقطاب لاجئين من فئة الأطفال والشباب، ففي تركيا يوجد قرابة 53 ألف طفل من دون أهل، فيما يبلغ عدد الأطفال الذين وصلوا أوروبا من دون مرافق، 150 ألف، بينهم 12 ألف مفقود”.
ولفت يلدريم إلى أنّ 12 ألف طفل، و3 آلاف إمرأة، فُقدوا بعد إخضاعهم للسجلات الرسمية في أوروبا، مفصحاً في هذا الخصوص عن توقعاته بأنّ تكون عائلات “مثلي الجنس” قد تبنت هؤلاء الأطفال مقابل مبلغ مادي، على اعتبار أنّ مثليي الجنس ليسوا قادرين على الإنجاب.
كما أوضح التقرير، أنّ المنظمات الإسلامية في أوروبا، لا تهتم بأمر اللاجئين، ولا تعقد حوارات بين بعضهم البعض، للتباحث في شأنهم، مبيناً أنّ المخيمات التي زاروها تخلوا تماماً من المساجد، والقاطنين فيها لا يتمكنون من إقامة صلاة جماعية.
وتابع يلدريم في هذا الصدد قائلاً: “اللاجئون في المخيمات الأوروبية لا يستطيعون التحقق من أي شيء، فهم مرغمون على تناول ما يُقدّم لهم، دون معرفة مدى حرمانية المواد التي يتناولونها، وكذلك الصلاة، فهم لا يستطيعون أداء واجباتهم الدينية، خشية إقصائهم وتهميشهم، وهذا ناتج عن النظرة الخاطئة لدى الأوروبيين تجاه المسلمين، بسبب ممارسات تنظيم داعش”.
وأكّد يلدريم أنهم شاهدوا خلال تجولهم في المخيمات وأماكن تواجد اللاجئين في أوروبا، نساء مسلمات محجبات، يرتدين في الوقت نفسه الصليب، مشيراً أنّ هذا التصرف ناتج عن خشية تلك النساء من الإقصاء.
وفيما يخص عدد اللاجئين في الدول الأوروبية، قال يلدريم: “القارة الأوروبية المؤلفة من 28 دولة، تستقبل قرابة مليون لاجي، بينهم حوالي 400 ألف سوري فقط، والبقية من جنسيات مختلفة، فيما تستقبل بنغلاديش، التي تعتبر من أفقر دول العالم، قرابة مليون ونصف لاجئ. أما بالنسبة لطبيعة حياتهم في المخيمات، فإنهم يعانون الأمرين، ففي إحدى مخيمات مدينة مانش الفرنسية التي قمنا بزيارتها، وجدنا أنّ عدد القاطنين فيها يبلغ قرابة 6 آلاف لاجئ بينهم ألف و500 سوري، يمتلكون فقط 3 مراحض، ويسعى هؤلاء للوصول عبر قناة “مانش” إلى بريطانيا، بسبب اتقانهم اللغة الانكليزية، ووجود أقرباء لهم في المدن البريطانية”.
الأناضول