بدأت أصابع الاتهام في حادث تحطم طائرة الركاب الروسية فوق شبه جزيرة سيناء السبت الماضي، تتجه نحو “إبراهيم العسيري” مهندس تنظيم القاعدة في اليمن.
“العسيري” هو صاحب استخدام تكتيك الـ”قنبلة مجهرية” التي يمكن زراعتها في جسد أحد ركاب الطائرة، دون أن تتعرف عليها أجهزة الكشف والمسح بالمطارات، وفقا لموقع “المصريون”.
ووفق السيناريوهات المطروحة بقوة في حادث تحطم الطائرة الروسية إيرباص 321، فإن التنظيم الذي استهدف الطائرة قد يكون نفذ الهجوم إما عبر «قنبلة مجهرية» تم ذرعها في جسد أحد ركاب الطائرة، أو تسريب حقيبة تحوي مادة متفجرة إلى داخل الطائرة وإخفائها عبر استخدام مادة «السيليكون» التي
تُستعمل في الجراحات التجميلية، ولا يمكن اكتشافها.
صحيفة «لاستامبا» الإيطالية قالت إن التصريحات البريطانية والتسريبات الأمريكية، والتي تحدثت عن «احتمال تفجير الطائرة الروسية» في سيناء تصب في اتجاه تثبيت رواية تبني «الدولة الإسلامية» للحادث، مرجحة أن يكون الحادث الذي أسفر عن وفاة 224 راكبًا تم عبر تسريب حقيبة تحوي مادة متفجرة إلى داخل الطائرة.
الصحيفة وصفت في تقرير لها الحادث بـ«الخطير»، مشيرة إلى أنه يعد تحولاً استراتيجياً على ساحة الإرهاب الدولي، مضيفة أن هناك احتمالين لوقوعه: إما تحالف تنظيمي بين «الدولة الإسلامية» و«القاعدة»، أو استخدام «الدولة الإسلامية» كوادر من «القاعدة» في العملية.
وقالت الصحيفة إنه إذا ثبت تفجير الطائرة من الداخل، فإن ذلك سيكون التفسير المنطقي الوحيد لإصرار تنظيم «الدولة الإسلامية» على تبني التفجير في تسجيلين صوتيين له، وعد في الأخير بالكشف عن طريقة إسقاط الطائرة.
وكان لنجاحات العسيري التقنية باعتماد القنابل المجهرية التي لا تتطلب سوى عشرات الجرامات التي يُمكن وضعها في الأحذية، وحتى في الجسم البشري، دوره الحاسم في اعتماد الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، ما يعرف بتقنية الماسحات للأجسام البشرية، التي أثارت الكثير من الجدل منذ اعتمادها في 2010، قبل أن تسحبها في 2013، لقلة فاعليتها من جهة، وللرفض الكبير والجدال
الذي أثارته في مختلف أنحاء العالم.
العسيري يشتبه بأنه العقل المدبر والمصمم للمتفجرات الإكثر إبداعاً وإزعاجاً، وينسب له علاقته بما سمي قنبلة الملابس الداخلية التي عثر عليها في الطائرة الأمريكية عام 2009، ويتردد أنه ضحى بشقيقه الأصغر في تفجير انتحاري في محاولة فاشلة لاغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية عام 2009.
غير أن تلك المحاولة باءت بالفشل ولقي فيها أخوه عبد الله العسيري مصرعه.
حيث قام العسيري بتركيب قنبلة بشكل لم يفعله أحد من التنظيم من قبل، وتم تصميم القنبلة ليتم زرعها في المصران المستقيم للشخص الانتحاري، وتحتوي على نحو 100 جرام من مادة PETN، وهي على شكل مسحوق أبيض شديد الانفجار يصعب اكتشافه، وقد قتل شقيقه فقط في الانفجار.
ويعتقد أن إبراهيم العسيري هو الذي صنع القنبلة التي عُثر عليها في الملابس الداخلية للشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي حاول تفجيرها على متن طائرة كانت متوجهة إلى مدينة ديترويت بولاية ميشيغان الأمريكية في 25 ديسمبر 2009. ويُعتقد كذلك أنه صانع العبوتين الناسفتين اللتين عثر عليهما في طائرتين إحداهما في بريطانيا والأخرى في دبي في أكتوبر 2010.
وتخشى أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية من أن «العسيري» الذي لا يعرف أحد مصيره حتى الآن، أو أحد تلامذته الذين انضموا إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، قام بزرع هذه المتفجرات في جسم شخص استطاع ركوب الطائرة الروسية ومن ثم تفجيرها لعقاب روسيا على تدخلها في سوريا، وفق صحيفة «هافينغتون بوست» الأمريكية.
وكالات