سلمى ( اسم مستعار ) من سكان محافظة إدلب، أمٌ لطفلين لم يتجاوزا الثمانية أعوام، فقدت سلمى زوجها جراء القصف على قريتهم، وبقيت تقاسي مرارة الأيام ومسؤولية الابناء.
هاجرت ” سلمى ” برفقة ولديها قاصدةً الحدود السورية التركية، ليستقر بها الحال في خيمةٍ تلم شتاتها وتأوي بها صغارها، وذلك بعد حملة التهجير الأخيرة.
كانت أبواب الحياة تقفل كلما فكرت سلمى بطريقٍ للعمل وكسب العيش، فحال الجميع هناك كان يشبه بعضه، بطالةٌ وفقرٌ وشتات، ” جلستُ أفكرُ ملياً لعلي أجد عملاً يعود علينا بالنفعِ والفائدة، لأحسن من أوضاعنا المعيشية وأقدر على تحمل مصاريف الأولاد، لكن كلما وجدت فرصةً أو بحثت عنها كان يوقفني عدم امتلاكي لشهادات أو خبرات، كما أنني لا أملك رأس مالٍ لبدء عملٍ خاص” .
تروي سلمى والحرقةُ تأكل عينيها المحمرتين
“من أصعب المشاعر التي تمتلكني هي الحاجة ومد اليد للغريب، اختنق كلما أفكر بذلك الأمر، حتى قررت العمل في التنظيف في بيوت بعض الأغنياء، والطبخ في مطابخهم، علّني أحصل على بعض المال والطعام لأولادي” .
لم يكن الأمر سهلاً على سلمى، فبعض الناس كان يساومها على أجرتها بعد انتهائها من الأعمال المطلوبة، ” أذهب للعمل صباحاً وأعود مع غياب الشمس، عسى أن أجني المال الحلال الذي يكفيني وأطفالي”.
هكذا تحكي سلمى وتروي قصتها ومواجعها، ولسان حالها يقول “هذا ما كتبه الله عليَّ، وسأسعى جاهدةً بتلبية احتياجات أولادي مهما عانيت وقاسيت من مرارة العمل والحاجة، وكل أملي أن أراهم سندي
عندما أكبر وأحتاج سندهم” .
بقلم : فاطمة براء