تجمع العشرات من المدنيين، اليوم الإثنين 28 نيسان (أبريل) في ساحة الأمويين وسط العاصمة السورية دمشق، رافعين صورًا ولافتات تطالب بالإفراج الفوري عن القيادي في “الجيش السوري الجديد” عصام البويضاني (المُلقَّب بأبي همام)، الذي أوقفته السلطات الإماراتية في مطار دبي يوم الخميس 24 نيسان (أبريل) أثناء محاولته مغادرة البلاد.
ودعا المتظاهرون الحكومة السورية الانتقالية إلى “تكثيف الجهود الدبلوماسية مع الإمارات” للكشف عن مصير البويضاني والإسراع بإطلاق سراحه، إذ رجحت تقارير إعلامية أن الاعتقال تم بموجب مذكرة سابقة قدمها نظام رأس النظام الساقط ،بشارالأسد، إلى الانتربول الدولي.
من هو “أبو همام”؟
يُعد البويضاني (50 عامًا) أحد أبرز الوجوه الثورية والعسكرية التي ارتبطت بمسار الثورة السورية منذ اندلاعها. وُلد في مدينة دوما عام 1975، ودرس العلوم الشرعية وإدارة الأعمال قبل أن ينخرط في العمل المسلح ضد نظام الأسد، حيث تولى قيادة فصيل “جيش الإسلام” لسنوات. وبعد سقوط النظام نهاية 2024، عُيّن قائدًا للفرقة 70 في الجيش السوري الجديد بموجب قرار من وزير الدفاع الحالي “مرهف أبو قصرة”.
وكان البويضاني قد ظهر مؤخرًا في فعاليات سياسية وعسكرية بارزة، منها مشاركته في مؤتمر “إعلان النصر” في كانون الثاني 2025، كما ورد اسمه سابقًا في مذكرتي اعتقال صادرتين عن أجهزة الأمن التابعة للنظام السابق (2009 و2014)، بمذكرتين الأولى صادرة عن شعبة الأمن السياسي والثانية عن الإدارة العامة للمخابرات.
تطورات دبلوماسية سورية إمارتية
يأتي اعتقال البويضاني في وقت تشهد فيه العلاقات بين دمشق وأبوظبي تطورًا ملحوظًا منذ تولي الحكومة الانتقالية بقيادة الرئيس “أحمد الشرع”، التي سعت إلى تعزيز التعاون الثنائي مع الإمارات، بدءًا من اتصال هاتفي بين الشرع والشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كانون الثاني الماضي، وصولًا إلى زيارة رسمية للرئيس السوري إلى الإمارات في 13 نيسان الحالي.
و تشيرهذه التطورات إلى رغبة الإمارات في دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي كما يعكس هذا الانخراط تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتقديم الدعم للحكومة السورية الانتقالية بقيادة أحمد الشرع .