تمر ذكرى مجزرة الغوطتين الكيماوية التي قتل سارين الأسد فيها 1400 شخصا أغلبهم أطفال، ولا يزال مرتكبها طليقا، بعد ذبحه للأطفال بدون سكاكين، بل بغاز السارين، حيث سحق أحلام الطفولة تحت سنابك طغيانه واستبداده، في الـ 21 من كل آب يتجدد الخناق على أنفاس أهالي الغوطتين، طالما أن بشار الأسد لم تطله يد العدالة بعد.
تتجدد مشاعر الخوف والحزن وحرقة القلب لأب وأم، وأخ وأخت، رأى أطفاله نائمين مختنقين حتى الموت، بعد قصف بشار الأسد للغوطتين في 21 من آب عام 2013 التي عجز عن دخولهما بالقصف الحربي والصاروخي أو اقتحامهما بريا.
تثور هذه المشاعر التي تنسل إلى أذهانهم مستجلبة معها ألما لا يرقد ومشاهد لا تزول من الذاكرة، وثأرا لا يخمد إلا على خبر محاسبة القاتل وخضوعه للعدالة العادلة، والمحاكمة التي تشفي قلوب الأهالي وتخفف من غضبهم الأبدي.
لمشاهدة فيلم حول اغتصاب حقوق السوريين في حلب اضغط هنا .
في مثل يوم 21 من آب الذي يصدف غدا، يجهز أهالي الضحايا والغوطتين لذكرى أفظع عملية قتل شهدتها الغوطتان في تاريخها المعاصر، التي استيقظ سكانها وقتئذ على 16 صاروخا محملا بغازات تقتل الأعصاب، في مدن أبرزها زملكا وعين ترما وكفر بطنا ودوما والمعضمية.
لن ينسى الناجون من المجزرة أبدا ما أصابهم من تشنج عضلي واحمرار في أعينهم واختناقات كادت تقتلهم ، سيذكرون كلما شاهدوا مقاطع توثق فقدانهم الوعي، ورغوة الفم الظاهرة على أفواههم، كزبد ذهب، وبقيت أرواحهم حية، لتشهد حرية القاتل للآن، وظلم من يدعي نصرة حقوق الإنسان أو الطفولة، شاهدين على زور الادعاء والتصريحات والتنديدات.
كانت مجزرة الغوطتين الدليل القاطع على عجز بشار الأسد ومرضه النفسي، الذي ساقه لقتل الأطفال الأبرياء واستباحة دمائهم على أرض ثبتت أقدام أهلها أمام الأسد لكنه أبى إلا أن يلطخها إلا على جثث أطفالهم، ودليلا على عجزه على استعادة الغوطتين الصامدتين إلا بذبح الأطفال بدون سكاكين، بل بغاز السارين، ولا يزالون ينتظرون العدالة.
أدبيات الثورة/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع