قال وزير التنمية التركي “لطفي ألوان” اليوم الخميس إنّ حكومة بلاده ستعمل على إعداد نظام تحفيزي جديد يهدف إلى جذب المستثمرين الأجانب إليها، وأنّ كل مشروع سيكون له آلية دعم خاصة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير التركي، خلال مقابلة أجرتها معه الأناضول، اليوم، وتطرق خلالها للحديث عن تفاصيل زيارته الأخيرة إلى بولونيا ورومانيا، بهدف توضيح حقيقة الأوضاع في تركيا، على خلفية المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها، منتصف يوليو/تموز الماضي.
وأوضح أنّ “المستثمرين الأجانب بصدد التباحث مع وزارة الاقتصاد التركية بشأن مشاريع يرغبون في تنفيذها بتركيا، ولا شك أنهم سيستفيدون من آليات الدعم الخاصة بالمستثمرين القائمة، ومثيلاتها التي هي قيد الإعداد حالياً.
وأكّد “ألوان”، أنّ “منظمة، فتح الله غولن/الكيان الموازي، الإرهابية (تتهمها الحكومة بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة) عمدت إلى تشويه صورة تركيا واقتصادها في الأوساط العالمية”، مشيرًا إلى اعتزامه “إجراء زيارات لنحو 25 دولة حول العالم، لتصحيح التصور الخاطئ بشأن الوضع الداخلي عندنا، ونقل الصورة الصحيحة إلى المستثمرين الأجانب”.
ولفت ألوان أنّ “اتحاد الغرف والبورصات التركية، وأعضاء جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك (الموصياد)، ولجنة العلاقات الاقتصادية الخارجية، ومجلس المصدرين الأتراك، ساهموا بشكل فعّال في تصحيح التصور الخاطئ الذي تكون لدى المستثمرين الأجانب”.
وتطرق الوزير إلى لقاءات أجراها في بولونيا ورومانيا، مشيراً أنّها “كانت مثمرة وأنّ الوفد المرافق له استطاع تغيير التصور الحاصل لدى بعض المستثمرين الرومانيين والبولونيين، وتمكّن من إقناعهم بأنّ منظمة الكيان الموازي تسعى لتضليلهم من أجل إبعادهم عن الاستثمار في تركيا، وبالتالي إلحاق الضرر باقتصاد البلاد”.
وأضاف ألوان قائلاً: “شرحنا للمستثمرين الأجانب في بولونيا ورومانيا، مدى خيانة هذه المنظمة (الكيان الموازي)، وتمكنّا من تصحيح نظرتهم”، مضيفًا “وإنني أتوقع أن تسبب هذه المنظمة مشاكل لبعض الدول (لم يسمها) التي تنشط بها خلال الفترة القادمة، كتلك التي سببتها لتركيا، لأننا نرى تغلغلها فيها، فعلى سبيل المثال تمتلك المنظمة في رومانيا المدارس وجامعة، وقد أطلعنا السلطات الرومانية على أهداف وغايات هذه المنظمة، وعلينا أن نوضح لكافة الدول الأوروبية ومؤسساتها المدنية حقيقتها”.
وذكر أنّه التقى خلال زيارته بولونيا ورومانيا، نائب رئيس الوزراء البولوني، وزير التعليم العالي جاروسلاف غوين، ونائب رئيس الوزراء الروماني ، وزير الاقتصاد والتجارة كوستين بورك، وزوّدهما بمعلومات عن هيكلية منظمة الكيان الموازي، والآلية التي يعتمدون عليها في التغلغل داخل مفاصل الدولة.
وصرّح أنّ السلطات البولونية أبلغته بأنّها ستراقب كافة المؤسسات التعليمية التابعة للمنظمة الإرهابية، الناشطة في بلادها، مشيراً في الوقت نفسه أنّ نائب رئيس الوزراء الروماني بورك، أصيب بالدهشة والذهول عندما أدرك حقيقة المنظمة، ووعده بمراقبة نشاطاتها بدقة، وعلى المستوى الحكومي.
واستطرد “ألوان” قائلاً: “منظمة الكيان الموازي تنشر العديد من الأخبار الكاذبة حول الاقتصاد التركي، ولمسنا ذلك خلال زيارتنا إلى بولونيا ورومانيا، فعلى سبيل المثال طرح أحد الصحفيين الأجانب عليّ سؤالاً حول صحة الأنباء التي تفيد بخروج 90 مليار دولار أمريكي من تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، فالمنظمة الإرهابية تسعى لتشويه صورة الاقتصاد، من خلال ترويج مثل هذه الأكاذيب”.
وفي ختام حديثه أعرب “ألوان” عن ثقته التامة بأنّ المستثمرين الأجانب سيواصلون توافدهم إلى تركيا، وإقامة استثماراتهم فيها، مشيراً في هذا الخصوص إلى النجاحات الكبيرة التي حققتها تركيا خلال الأعوام الـ 14 الماضية فيما يخص جذب رؤوس الأموال إليها.
الأناضول