قال وزير العدل التركي بكير بوزداج يوم الثلاثاء إن المشاعر المناهضة للولايات المتحدة تتصاعد بين الأتراك مضيفا أن هذه المشاعر لن تهدأ إلا بتسليم واشنطن رجل الدين فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب التي وقعت الشهر الماضي.
ويتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الداعية كولن الذي يعيش في منفى اختياري بالولايات المتحدة منذ عام 1999 وأتباعه بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت يوم 15 يوليو تموز وأسفرت عن مقتل نحو 240 شخصا وإصابة ما يقرب من 2200 شخص.
وشنت الحكومة حملة تطهير واسعة في صفوف من تشتبه في تأييدهم لكولن داخل القوات المسلحة وغيرها من مؤسسات الدولة وداخل الجامعات والمدارس ووسائل الإعلام منذ محاولة الانقلاب الفاشلة وهو ما أثار مخاوف لدى الغرب بشأن استقرار تركيا العضو الرئيسي في حلف شمال الأطلسي.
وانتقد إردوغان – الذي يزور روسيا يوم الثلاثاء – الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لعدم إظهارهما التأييد الكافي لتركيا بعد محاولة الانقلاب واهتمامهما الزائد بحقوق من يعتبرهم خونة.
وقال الوزير بوزداج في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء الرسمية بثتها المحطات التلفزيونية التركية على الهوا إن “هناك شعورا خطيرا مناهضا لأمريكا في تركيا بدأ يتحول إلى كراهية.”
وأضاف “المسألة في يد الولايات المتحدة لوقف هذا الشعور المناهض لأمريكا ويؤدي إلى الكراهية.”
وردا على طلب من تركيا لتسليم كولن قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يجب على أنقرة أولا أن تقدم أدلة واضحة على ارتكاب مخالفات. والأسبوع الماضي قال متحدث باسم وزارة العدل الأمريكية إن واشنطن تقيم وثائق جديدة تلقتها.
وينفي كولن (75 عاما) – الذي أقام شبكة من المدارس والمنظمات الخيرية والشركات في تركيا وخارجها على مدى عقود – أي صلة بمحاولة الانقلاب وندد به. واتهم إردوغان أيضا باستغلال الانقلاب لاكتساب سلطات أكبر.
* قرار سياسي
وقال بوزداج “سواء ستسلم الولايات المتحدة كولن أم لا فسيكون هذا قرارا سياسيا… إذا لم يسلم فستتم التضحية بتركيا من أجل إرهابي.”
وأظهر استطلاع حديث للرأي أن ثلثي الأتراك يتفقون مع رئيسهم أن كولن يقف وراء محاولة الانقلاب. وتشهد تركيا مظاهرات حاشدة شبه يومية منذ 15 يوليو تموز تأييدا للديمقراطية وللحكومة وضد مدبري الانقلاب الفاشل.
واعتقلت الحكومة أو عزلت أو أوقفت عن العمل عشرات الآلاف من رجال القوات المسلحة والقضاء والهيئات المدنية وغير ذلك من مجالات العمل منذ محاولة الانقلاب التي قامت بها مجموعة في الجيش بعد استيلائها على طائرات حربية وطائرات هليكوبتر ودبابات بهدف الإطاحة بالحكومة.
ويوم الثلاثاء قال بوزداج إن عدد المقبوض عليهم رسميا وينتظرون المحاكمة بلغ 16 ألفا مضيفا أن السلطات تدرس حالات ستة آلاف معتقل آخرين. وذكر أيضا أن هناك 7668 شخصا آخرين رهن التحقيق لكنهم غير محتجزين حاليا.
وتقول السلطات التركية إن أتباع كولن استخدموا عدة تطبيقات للتراسل بالهواتف الذكية فيما بينهم في السنوات التي سبقت محاولة الانقلاب وإن وكالة المخابرات التركية اخترقت البرنامج وتمكنت من تعقب عشرات الآلاف من الأشخاص في الجماعة.
وقال مسؤول تركي كبير إن وكالة المخابرات التركية حددت هويات 56 ألف شخص على الأقل من شبكة كولن من خلال اختراق تطبيق رسائل غير معروف كثيرا خاص بشبكة كولن اسمه “بايلوك” بدأ استخدامه في 2014.
وقال مسؤول تركي كبير “تقديرنا أن 150 ألف عضو مميز استخدموا بايلوك للاتصال بالآخرين.” وأضاف أن الجماعة استخدمت أيضا تطبيقا آخر اسمه إيجل يمكن أن يتستر في هيئة تطبيقات الرسائل السريعة الشعبية مثل واتساب وتانجو.
وقال المسؤول “تقديرنا أن أعضاء الشبكة استخدموا التطبيق إيجل لنقل تفاصيل العمليات وكذلك خلال التخطيط لمحاولة الانقلاب التي وقعت في 15 يوليو تموز.” وأضاف أن شبكة كولن لا تزال تستعمل التطبيق إيجل.
رويترز