توالت الردود التركية على الحديث الروسي بشأن الإعداد لعمل عسكري في سوريا، وجاء أبرزها، في الساعات الأخيرة، من الرئيس، رجب طيب أردوغان الذي وصف ما سماها الاتهامات الروسية بأنها «مضحكة»، متهماً روسيا في المقابل بـ«اجتياح» سوريا.
وفي كلمة للرئيس التركي، مساء أمس، خلال زيارته الإكوادور، حمّل «طائرات روسيا والنظام» مسؤولية «تدفق اللاجئين إلى الحدود التركية».
وفي السياق نفسه، نقلت وكالة «رويترز» عن «مسؤول حكومي تركي كبير» قوله إن بلاده لا تخطط لعملية عسكرية في سوريا ولن تتصرف بشكل منفرد، بل ستواصل التعاون مع شركائها في «التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
وتأتي التصريحات التركية في ظل توتر يسود الريف الشمالي لمدينة حلب، الذي عزله تقدم الجيش السوري عن المدينة وعن الريف الغربي، بالتزامن مع تعزيز «وحدات حماية الشعب» الكردية لسيطرتها على نقاط التماس مع الريف الشمالي.
وسيطر الجيش السوري والقوات المساندة له، على بلدة ماير شرق بلدة نبّل، وعلى عدد من المزارع شمالها، في ظل تخوف الفصائل المسلحة في تل رفعت ومحيطها، من استمرار تقدم الجيش شمالاً، إذ أعلن قائد «لواء صقور الجبل»، المدعوم أميركياً، اليوم، أن «القوات الحكومية السورية والقوات الحليفة لها تحاصر ريف حلب الشمالي بالكامل، في ظل قصف روسي عنيف ومستمر».
ونقلت وكالة «رويترز» عن قائد «اللواء»، حسن الحاج علي، الذي «تلقى تدريباً عسكرياً أميركياً في قطر والسعودية» دعوته «الدول التي تدعم معارضي النظام السوري لإرسال المزيد من المساعدات العسكرية بما فيها الصواريخ المضادة للطائرات».
غارات لـ«التحالف» على جرابلس
وفي سياق متصل، استهدفت مقاتلات تابعة لقوات «التحالف الدولي» بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، لمدينة جرابلس، شمال شرقي محافظة حلب السورية. وأفادت مصادر محلية، اليوم، أن «مقاتلات التحالف قصفت مواقع في جرابلس، التي تخضع لسيطرة داعش، وتصاعدت أعمدة الدخان، فضلاً عن سماع دوي الانفجارات من الجانب التركي». بالتزامن مع اشتباكات تخوضها قوات «حزب الاتحاد الديمقراطي»، ضد «داعش»، في الريف الجنوبي للمدينة.
تركيا تغلق «باب السلامة»
وتتزامن تلك التطورات مع إغلاق السلطات التركية لمعبر باب السلامة الحدودي، في وجه «آلاف المدنيين العالقين في منطقة أعزاز»، كما نقل ناشطون معارضون ليل أمس، أن القوات التركية استهدفت بالرصاص اللاجئين الذين كانوا يحاولون الدخول عبر الحدود، ما أدى بحسب الناشطين إلى «مقتل طفلة، بعد إصابتها برصاصة في الرأس، أطلقها حرس الحدود التركي».
وأفاد مسؤول في «هيئة الإغاثة التركية»، في كيلس، أنهم «بدأوا صباح اليوم بتقديم المساعدات للسوريين المنتظرين في المعبر (باب السلامة)، المقابل لمعبر أونجو بينار، للدخول الى الأراضي التركية».
من جانبه، رأى رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، في كلمة اليوم، في قضاء «ميديات» بولاية ماردين، أن «إخوتنا (السوريين)، لا مكان لديهم يذهبون إليه جراء القصف الروسي ونظام (الرئيس) الأسد، سوى الجمهورية التركية، وإن تركيا ستقدم المساعدة لهم في كل الأوقات». وكان داود أوغلو، قد طالب، خلال كلمته في ختام مؤتمر «مانحي سوريا» الذي انطلقت أعماله، أمس، الدول المانحة «بتقديم المزيد من المساعدات والمعونات للشعب السوري لتفادي الأزمة التي يمر بها».
الأخبار