مع أن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي في تركياحقّق طفرة جيدة في انتخابات 7 يونيو/حزيران الماضي التي شارك فيها كحزب مستقل بدلاً عن تقديم مرشحين مستقلين، لكنه تعرض لخيبة أمل كبيرة في الانتخابات الأخيرة.
وكانت عودة الاشتباكات وحفر خنادق في المدن والبلدات الشرقية لمواجهة قوات الأمن، إضافة إلى الانطباع القائل بأنه سيتمكن من “تجاوز العتبة الانتخابية على كل حال”، قد لعبت دوراً كبيراً في تراجع أصوات هذا الحزب. كما أن أتباع حزب الدعوة الحرة “خدابار”الذي يعتبر وريثاً لحزب الله التركي، الذين لم يخوضوا الانتخابات كحزب مستقل، صوتوا لصالح العدالة والتنمية.
وقد خسر الشعوب الديمقراطي نائبا برلمانيا في كل من دياربكر وماردين وفان وغازي عنتب ومرسين وأضنة وتونجلي وأغري وإيغدير. وكانت شانلي أورفا هي أكثر المحافظات التي خسر فيها الشعوب الديمقراطي، حيث خسر 10% من الأصوات التي حققها في انتخابات 7 يونيو. وأصبح عدد نوابه 3 بعد أن كانوا 5.
كما خسر مقعده الوحيد في أرضروم، وتعرض لنتيجة مماثلة في المحافظات الغربية. حيث خسر 4 مقاعد في إسطنبول، ولم يحظَ بأي مقعد في أنطاليا وبورصا وكوجالي.
وعلى الرغم من أن الشعوب الديمقراطي حصل على دعم شعبي كبير في الانتخابات السابقة من قبل الشريحة الرافضة للنظام الرئاسي الفردي بفضل تبنّيه الخطاب الذي وجهه للرئيس رجب طيب أردوغان “لن نجعلك رئيساً في ظل نظام رئاسي”، والذي غدا شعاراً للمطالبة بالحرية والديمقراطية في البلاد، إلا أنه تأثر سلباً بموجات العنف والإرهاب التي اجتاحت البلاد بعد انتخابات 7 يونيو/ حزيران. فالناخبون جعلوا الشعوب الديمقراطي يدفع ثمن العمليات الإرهابية التي نفذها حزب العمال الكردستاني الإرهابي. فلم يرَ الناخبون تصريحات مسؤولي الشعوب الديمقراطي الداعية إلى ترك السلاح كافية.
وقد تعرض الشعوب الديمقراطي لخطر النزول إلى ما دون العتبة الانتخابية بخسارة جزء من الأصوات التي “استعارها”من الأحزاب الأخرى للمرة الأولى في انتخابات 7 حزيران. وتراجعت نسبة أصواته في كل المحافظات ما عدا مدينة كيليس جنوب شرق تركيا. وخسر المركز الأول في مدينتي أرداهان وكارس بعد أن حاز المرتبة الأولى في 14 مدينة في الانتخابات السابقة.
أما العدالة والتنمية فقد فاز بمقاعد برلمانية في محافظتين من المحافظات الخمس التي لم يحظَ فيها بمقاعد برلمانية خلال انتخابات 7 يونيو. بينما حافظ الشعوب الديمقراطي على مقاعده البرلمانية في كل من حكاري (3 نواب) وشرناق (4 نواب).
المصدر: زمان عربية