نقلت مراسلة “زمان الوصل” في السويداء عن مصادر من داخل المشفى الوطني في المدينة إن الاتهامات والتخوين والشتائم لم تفارق ألسنة الجنود السوريين المصابين الذين وصلوا أحياء إليه من معركة اللواء 52 الذي استطاع ثوار درعا تحريره خلال 6 ساعات.
وتمكن ثوار درعا يوم الثلاثاء من تحرير اللواء 52 ضمن معركة “القصاص لشهداء حوران”، التي بدأت إرهاصاتها منذ عشرة أيام تقريباً.
وتداول مصابو النظام في مشفى السويداء حديثا عن “خيانة كبرى” اتضحت معالمها عند الساعة العاشرة ليلا مع بدء الثوار بقصف اللواء.
وقال مصدر من قلب المشفى إن أغلبية الضباط “المدعومين” بدؤوا يرتبون أغراضهم الشخصية بطريقة مريبة، كاشفا أنه عند ساعات الفجر الأولى قام عدد كبير منهم بترك اللواء مستخدمين سيارات “تويوتا بك آب” و”جيب” العسكرية الصحراوية، هاربين إلى جهة مجهولة.
وأكد أن قائد اللواء بقي مختبئا بمكتبه القائم تحت الأرض بطابقين حتى شروق الشمس، حين ظهر بعدها وتجول بين العناصر عدة مرات ليختفي نهائياً من اللواء.
ونفى المصدر ما صرحت به وسائل إعلام النظام أو المعارضة حول مقتل قائد اللواء في ميدان المعركة.
واستطرد المصدر:”كان عددنا 900 عنصر قوام اللواء 52 عند بدء الهجوم علينا، ولم نكن نملك سوى أسلحة “دوشكا” والرشاشات والبواريد الروسية و”شيلكا” و”آر بي جي”، بسبب إخلاء اللواء من معظم السلاح الثقيل كالدبابات والصواريخ، التي لم يبقَ منها إلا القطع التي تحتاج إلى صيانة”.
واتهم، ضمنيا، عناصر الطيران والمدفعية من قوات النظام حين قال: “إن ضربات سلاح الجو والمدفعية الميدانية البعيدة المدى التي كانت تقصف المناطق المجاورة للواء منذ أسبوع تقريبا، لم تكن دقيقة أبداً، كانت عشوائية وغير مركزة ومعظمها سقط في الأراضي الزراعية الفارغة”.
وخلال المعركة فقد تدخل الطيران الحربي وطيران الاستطلاع -حسب المصدر- بالتحليق لعدة مرات فوق المنطقة، و”لكن لم يضربوا سوى مرتين أو ثلاث، وكانت ضرباتهم بعيدة عن أهدافها ولم تصب العدو”.
وأردف المصدر نفسه: “أرسلنا عدة نداءات استغاثة وطلبنا من القيادة إرسال التعزيزات والمؤازرة، فأرسلوا وعند الساعة 8 صباحا قوة مؤلفة من 40 عنصرا فقط قدموا من مدينة الصنمين ولا يملكون سوى عتادهم الفردي الخفيف، روسية وثلاثة مخازن، شاهدوا هؤلاء العناصر الويلات فور وصولهم، وقاوموا بقيادة ضابط عقيد صمد حتى ارتقى لرحمة ربه، لقد استشهد منهم الكثيرون، وعندما رأوا بأن اللواء قد سقط عمليا، هرب من بقي منهم نحو السويداء ليسلموا بأرواحهم.”
وكشف أن أكثر من 400 عنصر من قوات النظام بقوا على أرض اللواء بين قتيل وجريح، وأن من وصل إلى مشفى السويداء الوطني عدد قليل ممن استطاعوا سحبهم.
وأفاد شهود عيان بأن طريق عام السويداء -الثعلة شهد حركة غير مسبوقة لسيارات الإسعاف منذ ساعات الليل المتأخرة وحتى بعد ظهر يوم الثلاثاء 9/6/2015.
كما أكدت عدة مصادر أن بعض أقسام مشفى السويداء الوطني في السويداء أُخليت من المرضى المدنيين فيها لصالح مصابي وجرحى اللواء 52.
وصرحت بعض المصادر أن إيرانيين كانوا بين المصابين والقتلى الذين وصلوا إلى المشفى، الأمر الذي لم تتأكد “زمان الوصل” من صحته من مصدر مستقل، في ظل تشديد أمني غير مسبوق داخل المشفى وفي محيطه.