منذ أن شبت نار الثورة السورية قبل أكثر من أربعة أعوام، تحولت الأرض السورية من بلد الخيرات المادية إلى بلد الخيرات البشرية.
حيث انتشرت ظاهرة تجارة الأعضاء البشرية وأصبحت أعضاء السوريين سلعة تجارية تحت تصرف تجار كثر نتيجة الفوضى في سوريا وغياب الجهات الرادعة، تجسدت مظاهر هذه التجارة داخل وخارج سوريا مع ظهور تجار عديمين الإحساس متخذين تجارة الأعضاء البشرية مهنة لهم لكسب الرزق غير مبالين بالأساليب الوحشية التي يتعرض لها الشعب السوري من جميع الجهات، فوجود أطباء بعيدين كل البعد عن الأخلاق المهنية للطب في سوريا سهل هذه التجارة، فعند قصف منطقة ما يذهبون إلى مكان القصف بحجة عمليات الإسعاف ويقومون بأخذ الجرحى إلى مشافي مخفية عن الأنظار ومخصصة لذلك الأمر فتنشل أعضائهم وتباع بأسعار باهظة لجهات مختلفة.
والأهم من ذلك ظاهرة الخطف والاتجار بالأعضاء عن طريق مافيات كثيرة مستغلة للوضع السيئ، ناديا أم الطفلة “يغيد” قالت:” ذهبت ابنتي إلى الحديقة للعب قليلاً وعندما تأخرت توجهت إلى الحديقة ولم أجدها بحثت عنها كثيراً ونشرت الخبر على مواقع الإنترنت ولم ألقى رداً، فمع مرور عشرة أيام قام مجهولون بإرسال رسالة على جوالي لاستلام ابنتي في المكان الذي حددوه هم، بالفعل ذهبت، إلا أنني استلمتها وكليتها اليسرى مسروقة.
لما فتح باب اللجوء للسوريين الذين أتعبتهم الحرب بمصائبها اضطروا للخروج من منازلهم التي لم تعد آمنة، وقصدوا دول غربية لنيل عيشة أفضل وكسب الرزق، فانصدموا بعقبات جديدة كارثية على صحتهم، حسب ما ذكرت صحيفة (تركيا اليوم) على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فإنها “نشرت تحذيراً عن قضية الاتجار بالأعضاء تحدثت فيه عن أنه يتم إنزال السوريين إلى البحر بحجة أنهم يريدون تهريبهم إلى أوروبا وبعدها يظهر لهم أشخاص في المياه الإقليمية يزعمون بأنهم من شرطة السواحل ويتم بعدها أخذهم إلى ” ابو درغام ” ليقوم بقتلهم وتفكيك أعضائهم”.
فلا يجوز في الإسلام بيع الأعضاء نتيجة الضرر العائد على الفرد قال تعالى: ” ولقد كرمنا بني آدم…” الإسراء، فكيف الاتجار بها في ظل انصراف أنظار دول العالم عن هذه الجريمة السيئة التي تعتبر انتهاك صارخ لقانون “باليرمو” الذي ينص على العقوبات الواجب تنفيذها بحق الجاني أمام المحاكم الوطنية والدولية، فهي تجارة غير قانونية تصنف اقتصاديا كسوق سوداء.
لكن هل يشترى مسؤولية هذه التجارة تعود لعدم الرقابة أم عدم الإنسانية أو الاثنين معاً، أم أن كسب الأموال قد غيب ضمير العالم أجمع، بما أن الفائدة تعود على الدول الأوروبية في المقام الأول.
المركز الصحفي السوري – رنا الزير