المرأة السورية تلك السيدة البتول التي لاتزال تدفع ثمن الحرب التي تعيشها بلادها، وأثرت في حياتها مع كافة المستويات.
حيث آلام فقد الابن والزوج والأب والأخ، وتحملت أعباء كبيرة في مسيرة الثورة السورية وهي مشاركة بشكل فعال فيها وجزء لا يتجزأ منها.
وتحولت المرأة السورية في كثير من الحالات، من ربة منزل إلى سوق العمل مسيرة لا مخيرة وذلك بسبب فقر الحال و وفقدان المعيل، ومع تلك الظروف تنوعت أعمالها نتيجة عملها بمجالات لم تكن تعمل بها من قبل، وهذه الأعمال تحتاج إلى مجهود عضلي وجسدي كبير لا يحتمله إلا الرجال.
هنادي امرأة في الثلاثينات من العمر تحاول أن تؤمن سبل العيش بعد إصابة، تعرض لها زوجها أدت إلى إعاقته وعدم قدرته على إعالتهم، المرأة التي صمدت في وجه تلك المصاعب مخففة عن زوجها مأساته بقولها : “إن الله خلقنا وهو رحيم بعباده”.
تروي هنادي أنها عانت كثيراً من الإهانات والذل من قبل الناس التي كانت تقوم بمساعدتهم إلا أنها قررت أن تعمل حسب قدراتها ، ضمن منزلها “بأعمال المونة” ، زوجها منعها من العمل خارج المنزل خوفاً عليها من مضايقات النظام المستبد من اعتقال أو تحرش من قبل شبيحته ، كانت تقوم بحفر الكوسا والباذنجان وكل ما يلزم للمنزل من مونه وبيعها للجيران والسوق بأسعار زهيدة لكي تؤمن لأطفالها حياة كريمة دون مساعدة من أي أحد .
تضيف هنادي: صحيح بأنني وجدت صعوبة في ذلك العمل لأنني لم أكن معتادة عليه، إلا أن أملي لم ينقطع في اجتياز تلك الأزمة، خصوصاً بعد أن عاد عملي بالفائدة المادية تكفي لتأمين حياة أفضل، لم تكن هنادي الوحيدة التي عانت في تأمين سبل عيشها إلا أن هناك نساء لجئن للعمل خارج منزلهن .
يُذكر أنّ عدد النساء العاملات ارتفع مع اندلاع الثورة السورية بأبعادها الاقتصادية من /977/ ألف عاملةٍ ضمن إحصائيّاتٍ رسميّةٍ؛ ليتجاوز اليومَ السّقف المذكور بمئات الآلاف من العاملات سواءً الأمّيات أو حاملات الشهادات، واللواتي لم تُحدّد لهنّ نِسَبٌ ثابتةٌ، بسبب التزايد اليوميّ لأعدادهنّ بالتناسب مع ظروف الحرب القائمة والمعيشة الصعبة.
أم عبدو امرأة أجبرها زوجها للذهاب معه لتهريب المواد التموينية من مناطق النظام إلى المناطق المحررة، تتحدث أم عبدو:” بسبب سوء الأحوال المعيشة لجأ زوجي للعمل في تهريب المواد التموينية بسبب قلتها في المناطق المحررة ،كنت أذهب معه خوفاً عليه من الحواجز وكثيراً ما تعرضنا لمضايقات وأسئلة وقد نجينا منها بأعجوبة لأننا كنا نخفي العديد من الأكياس تحت مقاعدنا” .
في مجتمع مات فيه الرجال أو اعتقلوا أو اختطفوا انقلبت المعايير في العائلة لتظهر المرأة المعيلة تحية إكبار للمرأة السورية التي قدمت أمثلة عظيمة للبشرية في العطاء والصمود والتضحية فكانت شريكة في صنع المجد والنصر وكذلك شريكة في الآمال والآلام.
المركز الصحفي السوري – صباح العمر