في خطوةٍ روسية جديدة تهدف لتعزيز قوات الجيش الروسي في سوريا كشفت مواقع إعلامية يوم الاثنين 7 شباط/فبراير عن وثيقة حكومية روسية تتحدث عن نية بيلاروسيا إرسال 200 جندي إلى سوريا بعد الاتفاق مع الحكومة الروسية.
بحسب وثيقة نقلتها وكالة أسوشيتد برس ووافق عليها رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، ستعمل القوات البيلاروسية تحت إشراف القوات الروسية في سوريا لدى وصولها، كما ادعت الوثيقة أن تلك القوات ستعمل على تقديم مساعدات إنسانية للسكان خارج مناطق القتال.
من جانبها عارضت المعارضة البيلاروسية تلك الخطوة ونددت بها معتبرةً أنها خطوة تنتهك دستور البلاد وتتعارض مع المصلحة القومية، في حين قالت زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا أن لوكاشينكو الرئيس البيلاروسي يتلاعب بالبلاد من أجل الدعم الذي حظي به عام 2020 ولأجل البقاء في السلطة وذلك بحسب أسوشيتد برس.
السيادة الوطنية في مهب الريح والجنود جاؤوا للمساعدة الإنسانية!
لم تحمل الوثيقة المتفق عليها بين الجانبين الروسي والبيلاروسي أي حديث عن إطلاع نظام الأسد أو الاتفاق معه حول إرسال الجنود البيلاروس إلى سوريا، واكتفت الوثيقة بأن الجنود سيعملون تحت قيادة غرفة العمليات المركزية الروسية في قاعدة حميميم غربي سوريا.
تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي النبأ بسخرية حول السيادة الوطنية لنظام الأسد فكتب عبدالوهاب عليوي على تويتر (روسيا تفاوض بيلاروسيا على إرسال قوات إلى سوريا، أما السيادة الوطنية لبشار وشبيحته تقتصر على قصف المدنيين واعتقال الناس وتجويعهم)
في سياق متصل، تداولت مواقع إخبارية منها (ملتقى العروبين، منبر أحرار العروبة) أن القوات العسكرية البيلاروسية ستشارك في تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا، وأنها جاءت لأداء أهداف إنسانية فقط خارج مناطق أعمال القتال، كما أنها ستقوم بالعمل إلى جانب القوات الروسية في مراكز المصالحة الوطنية التي تشرف عليها روسيا.
من جانبه قال الموقع أن العساكر البيلاروس لن يحصلوا على أي مقابل مادي، وسيقتصر الدعم الروسي على الغذاء والمسكن واللباس والخدمات الطبية والمعلوماتية، بالإضافة لخدمات النقل والإجلاء والتدريبات العسكرية.
بيلاروسيا تدعم نظام الأسد وتسلم اللاجئين المطلوبين لأجهزته الأمنية
لم يكن إرسال الجنود البيلاروس إلى سوريا خطوةً جديدة تخطيها بيلاروسيا في سبيل دعم النظام السوري وتثبيت القوات الروسية في سوريا بل جاءت بعد خطوات سابقة قامت بها بيلاروسيا منها دعم النظام بالمواد اللوجستية والتموينية والمساعدات الغذائية حيث أعلنت صحيفة zviazda البيلاروسية في 8 أيلول 2021 عن إرسال الدفعة الخامسة من المساعدات البيلاروسية إلى سوريا.
وخلال أزمة اللاجئين الأخيرة على الحدود البيلاروسية البولندية قالت “الإذاعة الوطنية الأمريكية NPA” أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي أن بيلاروسيا رحلت لاجئين سوريين قسراً إلى سوريا رغم ملاحقتهم من قبل نظام الأسد، وأضافت أن طائرة تابعة لشركة شام السورية غادرت بيلاروسيا في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي إلى دمشق وعلى متنها 97 لاجئاً سورياً معظمهم من المطلوبين لنظام الأسد.
الجدير ذكره أن علاقات قوية تربط الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو مع نظام الأسد فمنذ اندلاع الثورة السورية صوتت بيلاروسيا ضد القرارات التي تدين نظام الأسد في المحافل الدولية، في حين قال لوكاشينكو في مقابلة صحفية عام 2013 أن الأسد شخص متحضر وأوروبي، وأن الإطاحة به جريمة.
إبراهيم الخطيب/ تقرير خبري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع