منذ مطلع العام الجاري برزت الطائرات بدون طيار التركية بشكل كبير في الساحتين السورية والليبية، وخاصة عندما بدأ الجيش التركي باستخدامها ضد نظام الأسد وميليشياته في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، في شهر شباط الماضي، حيث استطاع تدمير عدة دبابات وآليات عسكرية.
ومما زاد من بريق هذه الطائرات وخاصة الـ”بيرقدار” قدرتها على تدمير منظومات الدفاع الجوي روسية الصنع، وتحديداً الـ “بانتسير”، حيث تم تدمير واحدة منها على الأقل في محيط مدينة سراقب بريف إدلب، فيما تم تدمير العديد منها في ليبيا، 6 منها فقط يوم أمس.
معلومات عن طائرة “بيرقدار” التركية
بدأت تركيا باستخدام الطائرة “بيرقدار” في سوريا خلال عملتَيْ “درع الفرات” و “غصن الزيتون” ضد تنظيم الدولة وميليشيات الحماية، ووفقاً للمعلومات فإن “بيرقدار” حلقت في سماء منطقة عملية “غصن الزيتون” وحدها 4 آلاف ساعة، وقامت خلال ذلك بدعم ناري وتقديم معلومات استخباراتية.
ويبلغ طول الطائرة التركية “بيرقدار” 11.2 متر، وعرضها 12 متراً، وارتفاعها 3.2 متر، فيما تبلغ سرعتها كحد أقصى 250 كيلومتراً في الساعة، وتزن الطائرة 420 كغ فارغة، فيما تزن 650 كغ محمّلة.
وأكدت مصادر تركية أن الطائرة تحلق في السماء لمدة 25 ساعة بشكل متواصل، ويمكنها التحليق على ارتفاع 8 كيلومترات، وتستطيع رصد الأهداف خلال الليل والنهار بواسطة كاميرا دقتها 1.8 مليار بيكسل، كما تعمل على تزويد مراكز العمليات للقوات المسلحة التركية بمعلومات آنية ترصدها خلال مهمتها في الأجواء، فضلاً عن كونها قادرة على استهداف التهديدات المحددة بذخائر محمولة على متنها.
وقالت وكالة “الأناضول” إن طائرات “بيرقدار” المسلحة وغير المسلحة منها دخلت منذ عام 2015 ضِمن عمليات قوات الأمن والجيش التركي في مكافحة الإرهاب، وشاركت تلك الطائرات المسلحة لأول مرة في عملية غصن الزيتون محملة بأربعة صواريخ من طراز “MAM-L” المطورة من قِبل شركة “روكتسان” التركية.
وكان “سلجوق بيرقدار” مهندس الطائرات المسيرة التركية في تركيا قد ذكر أن بلاده تحتل المرتبة السادسة عالمياً بين الدول القادرة على إنتاج الطائرات من دون طيار وأسلحتها الذكية، بالاعتماد على الإمكانات المحلية، ذلك بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والصين وباكستان وإيران، كما شدد على أن الطائرات التركية محلية الصنع لعبت دوراً مهماً في عمليتَيْ “درع الفرات” و “غصن الزيتون” شمالي سوريا.
معلومات عن منظومة “بانتسير” روسية الصنع
“بانتسير” هي منظومة برية صاروخية مدفعية متنقلة، تم تصميمها للحماية قصيرة المدى من جميع وسائل الهجوم الجوي الحديثة ومهمتها تدمير الطائرات التي تتمكن من اختراق مجال عمل منظومات الدفاع الجوي بعيدة المدى.
وتتكون المنظومة من قاذفتين مجهزتين بـ12 صاروخاً مضاداً للطائرات من طراز “57 إي 6 يي”، وبحسب وكالة “سبوتنيك” فإنها قادرة على تدمير الأهداف الجوية على مسافة 1.2 إلى 20 كم وعلى ارتفاع يتراوح ما بين 15 متراً، وحتى 15 كم، ويمكن توجيهها دون تدخل بشري تقريباً، إذ تتوجه إلى الهدف بنفسها، ويبقى للعسكري الضغط على الزر فقط.
ويبلغ مجال رؤية المنظومة 360 درجة، ويتكون طاقمها من 3 أشخاص، وتحتاج من 4 إلى 6 ثوانٍ لإطلاق النار، ويمكنها متابعة 20 هدفاً في آن واحد وإطلاق الصواريخ على أربعة منها فقط.
ما تأثير “بيرقدار” على سمعة الصناعات الروسية؟
قال الخبير العسكري العقيد “أحمد حمادة” إن روسيا أدخلت أسلحتها إلى سوريا وجربتها وفق ما صرح به وزير الدفاع “شويغو” و”بوتين”، وقد سجلت العديد من الفيديوهات كدعاية لهذه الأسلحة، ولكن عند الاختبارات الحقيقية أثبت السلاح عجزه أمام التكنولوجيا الغربية بعدم التصدي للطائرات الإسرائيلية والصواريخ.
وأشار في حديثه لـ “نداء سوريا” إلى أن الطائرات المسيرة التركية أثبتت فاعلية في إدلب وفي قاعدة “الوطية” بليبيا ودمرت عدداً من منظومات “بانتسير” روسية الصنع والتي من المفترض أن تحمي القوات والمنشآت ضد الهجمات الجوية المنخفضة والمتوسطة، لكنها لم تستطع الدفاع عن نفسها أولاً ولم يستطع الرادار كشف هذه الأهداف، ما يعني أنها غير مقاومة للحرب الإلكترونية.
وشدد “حمادة” على أن تدمير هذه المنظومات التي يتبجح الروس بصناعتها ويبلغ سعر المنظومة 30 مليون دولار سيدفع بدول عديدة للتفكير كثيراً قبل شرائها.
نقلا عن: نداء سوريا