تحدث المعلق بوبي غوش في موقع “بلومبيرغ” عن المعضلة التي خلقها انفجار بيروت للعالم، قائلا إن الحكومات في كل مكان تريد مساعدة اللبنانيين وقبل حدوث هذا على ساسة البلد العودة إلى وعيهم حتى يصل الدعم.
وفي بداية المقال تحدث غوش عن حصيلة القتلى والجرحى والمشردين الذين خلفهم الإنفجار الذي ضرب مرفأ بيروت يوم الثلاثاء.
وأضاف أن الخسارة الإنسانية تدعو لرد مباشر من بقية العالم. و”لا نبالغ القول أن الكثيرين سيموتون أو يعانوا من التشويه طوال حياتهم حالة لم تصل النجدة سريعا”. ولكن التراجيديا تضع قادة العالم والهيئات المقرضة أما خيارين أحلاهما مر: كيف سنساعد الناس المنكوبين بدون تقوية حكامهم الأشرار؟ وهو نفس المأزق الذي حدث في إيران قبل فترة، عندما طلبت الجمهورية الإسلامية 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
وكتب غوش في حينه أنه لا يمكن الثقة بطهران وتأمينها على المال. فالمخاطر عالية حيث سيتم تحويل المال لدعم برامج الجمهورية لنشر الإرهاب والعنف الطائفي في الشرق الأوسط. ومن الأفضل تقديم الدعم المادي- طعام ودواء وأطباء وممرضين بدلا من المال. وكما هو الحال فقد أصرت الحكومة الإيرانية على المال الذي لم تحصل عليه وتركت سكانها يعانون بدلا من قبول العرض الغربي بتقديم الدعم غير المالي. وحاولت إخفاء حجم انتشار فيروس كورونا من خلال التلاعب بالأرقام، فالأرقام عن الموتى قد تكون ثلاثة أضعاف الرقم الرسمي.
ويظل لبنان رغم عجزه السياسي والفوضى الإقتصادية مجتمعا مفتوحا في معظمه. وستقبل حكومة حسان دياب بسرور الدعم من الجميع، باستثناء إسرائيل. ففرق الإنقاذ وطيران الإغاثة في طريقها إلى بيروت من كل أنحاء العالم. وستصل المساعدات الغذائية والإمدادات الأخرى. ولا أحد يجادل في حاجة لبنان للمال، فقد عانت بيروت من دمار هائل. وقدر محافظ المدينة عمليات إعادة الإعمار بما بين 3-5 مليار دولار.
وفي الظروف العادية، كان البلد يعتمد على أبنائه في الشتات لدفع الفاتورة. إلا أن الوضع الإقتصادي الخطير وانهيار العملة المحلية دفع الكثيرين لأخذ أموالهم إلى الخارج. وسيقدمون العون لعائلاتهم وأصدقائهم إلا أن استثمار أموالهم بإعادة الإعمار يحتاج إلى إيمان بإدارة الإقتصاد وثقة بالنظام المصرفي وكلاهما غير موجود الآن.
وكما هو الحال في إيران، فهناك مخاطر من تحويل الأموال عن هدفها المقصود، سواء لحشو جيوب الساسة المرتشين أو ملء خزينة حزب الله الذي يعمل كمخلب القط لإيران في المنطقة. والخوف من وقوع المال بيد حزب الله كان وراء تردد دول الخليج من دعم لبنان وإخراجه من أزمته الحالية. وهذا يترك صندوق النقد الدولي الذي كان قبل مأساة الثلاثاء يجري محادثات مع حكومة دياب التي تقدمت بطلب 10 مليارات كقروض. وتوقفت هذه المفاوضات بسبب خلافات الحكومة حول الإصلاحات. وربما وافق صندوق النقد الآن بتقديم مال لتوفير احتياجات بيروت في إعادة الإعمار. ولكن مخاطر إساءة استخدامها أكبر في حالة الفوضى، وعليه والحالة التأكيد على الشفافية.
وقال إن حجم المأساة يجب أن يهز الحكومة وكل الطبقة السياسية ويعيدها إلى وعيها حول ضرورة الإصلاح. ويجب على حزب الله الإعتراف الآن أن أي عملية إنقاذ لن تأتي بدون شروط. وفي الحد الأدنى على الحكومة أن تسمح لنظام رقابة دولية حول كيفية إنفاق أموال إعادة الإعمار. والفشل بالحصول على دعم في وقت التعاطف الكبير مع لبنان سيكون كارثة. فالعالم يريد مساعدة اللبنانيين وعلى الساسة في بيروت مساعدتنا.
نقلا عن القدس العربي