أجابت بلدية إسطنبول التابعة لحزب الشعب الجمهوري المعارض في مجلتها الثقافية عن تساؤلات الشارع التركي حول حياة المهاجرين ومنهم السوريون وعن علاقة المدينة بقضايا الهجرة.
وعنونت المجلة وفق موقعها الرسمي على الأنترنت التقرير بـ “اختبارنا الكبير: اللاجئون” الذي نشرته في 18 آب الماضي، في ظل تواجد ما يقرب من مليوني مهاجر يعيشون في إسطنبول مع الأتراك وطرحت المجلة أجوبة كاملة عن التساؤلات المتعلقة بحياة المهاجرين في ذهن القراء.
وقالت كاتبة التقرير عائشة بانو تونا أن إسطنبول قد تعرضت للهجرة مرات عديدة، وتواجه صعوبات في قبول من يأتون، فالهجرة حالة صعبة ومؤلمة مع صعوبات التكيف لكل من النازحين والمقيمين من السكان، لكنها لم تخفِ جانب الغنى والثروات التي يمكن أن تجلبها الهجرة عندما تدار بشكل صحيح وفق رأي الكاتبة.
وأكدت الكاتبة أن التعايش الأن مع اللاجئين لا يشبه قبل نحو مائة عام، عبر قولها إن هناك شيء نعرفه على وجه اليقين “لا يمكننا إقامة علاقات ودية مع الوافدين الجدد كما السابق عندما جلبت السفن العثمانية عشرات آلاف اليهود من إسبانيا عام 1492، وقدوم 200 ألف روسي بعد الحرب الأهلية الروسية وفق المصدر.
وأوضحت الكاتبة في مقالها أن اللاجئين السوريين في المدينة يتصدرون عدد المهاجرين في إسطنبول، إذ تبلغ نسبتهم أكثر من 6،3% كما استندت الكاتبة إلى تقرير “سوريون في إسطنبول” الصادر عن مؤسسة البحوث الاقتصادية والسياسية التركية لعام 2021، والذي كشف عن أن أكثر من نصف السكان لا يريدون جاراً سورياً، فيما يعتقد 26% فقط من المستجيبين أنهم يمكن أن يكونوا أصدقاء مع السوريين.
ودعت الكاتبة إلى تغيير النظرة إلى المهاجرين والتعرف عليهم والاطلاع على قصصهم إذ طالبت الكاتبة قراءها بالاستمتاع إلى قصة من روسيا وقصة من أفغانستان وثمان قصص للاجئين سوريين.
القصة الأولى تروي كفاح الطالبة روان محمد عبد الله لمتابعة تعليمها في تركيا وتفاصيل مواقف الرفض التي تعرضت لها داخل المدرسة، أما القصة الثانية فكانت لمعاناة السيدة مريم عبد الله في العثور على منزل في إسطنبول، قالت، مريم، “الجيران ينزعجون عند قدوم الضيوف إلى منزلي في أسنيورت يتصلون ويطلبون عدم الإزعاج ويحمِّلون السوريين مسؤولية كل شيء”.
القصة الثالثة كانت للصحفية يسرى عبد الرحمن التي اشتكت من مُطالبات البعض بعودتهم إلى سوريا التي لم تعد موجودة على حد وصفها وتقول يسرى: “لا يوجد أطباء ولا مدارس ولا مستشفيات في سوريا، نعم، خفت حدة المعارك، ولكن المعركة الجارية هي من أجل الخبز، ابنتي مريضة وأحاول إدخالها إلى تركيا”.
القصة الرابعة فكانت للكويتي ذي الأصول السورية رامي الخضر الذي يصدر البضائع إلى الكويت ويمارس التجارة في متاجر عدة موجودة في إسطنبول.
وروت الصحفية أيضاً قصة الفنان السوري عمر بيرقدار الذي أسّس مركزاً ثقافياً يجمع فيه الفنانين الأتراك والسوريين في منطقة كاديكوي بالجزء الاَسيوي من إسطنبول، وتحدثت الكاتبة عن تجربتها مع شابة سورية من إدلب تدعى روان، شاركت معها ضمن فعالية “الحلويات المهاجرة” التي نظمت في العام 2019.
كما تحدثت الصحفية عن سياسة بلدية إسطنبول تجاه الهجرة وقالت منسقة سياسة الهجرة في البلدية ملتم إيرن: “نصف المهاجرين في إسطنبول يعانون مشكلات في الاندماج، نحن بصدد إنشاء قاعدة بيانات جديدة من أجل تحديد احتياجات كل شريحة من المهاجرين، وبناءً عليه سنعمل على تقديم خدمات متعددة للسكان وأهالي إسطنبول”.