تعاني بلدة تقسيس الواقعة في ريف حماة الجنوبي فقدا لمادة الطحين للشهر الرابع على التوالي، حيث يعاني أهل البلدة من صعوبة فائقة في تأمين رغيف خبز يسد رمق العيش. لا تقتصر المعاناة على أهالي تقسيس فقط نظرا لوجود عدة قرى محيطة بها تعتمد بشكل أساسي على مخبز البلدة أبرز تلك القرى: العمارة – الجومقلية- المشياح- مزرعة القرباطية- النزازة التي يبلغ مجمل سكانها أكثر من 10آلاف نسمة.
الناشط الإعلامي “أبو ماهر الحموي” المتواجد هناك تكلم للمركز الصحفي السوري قائلا: “قطعت قوات النظام مادة الطحين بداية الشهر الثالث كورقة ضغط على أهالي المنطقة نتيجة دعمها للثورة والثوار من جهة وللضغط على أهالي المنطقة لتسليم مادة القمح للنظام كون منطقة العاصي تعد من المناطق الخصبة التي تكثر فيها زراعة القمح”.
وتابع الحموي أن “بعضا من سكان البلدة قام بتسليم مادة القمح بالفعل لكن النظام نقض عهده ولم يقم بتسليم مادة الطحين ما اضطر الأهالي أيضا بعدم تسليم مادة القمح المتبقية”.
وأردف الحموي أن “النظام أعاد الكرة بوعد الأهالي بتشغيل فرن بلدة تقسيس مقابل تسليم الأهالي مادة القمح لكن الوعد كان كوعوده السابقة”.
ونوه الحموي أن “قوات النظام طلبت من الأهالي الانضمام لميليشياته مقابل تقديم مادة الطحين الأمر الذي رفضه الأهالي باستثناء بعض النفوس المريضة – كما وصفهم الحموي – قبلوا بذلك”.
الحاج “أبو خالد” أحد أهالي قرية القنطرة التي تعتمد على مخبز تقسيس حدثنا عن معاناته التي تعد جزءا من معاناة أهالي المنطقة هناك: “في بداية الأمر كنا تعتمد على صناعة الخبز بالطرق التقليدية، حيث كنا نحتفظ بمخزون من مادة الطحين لكن سرعان ما انتهى ذلك المخزون الأمر الذي دفعنا للذهاب إلى المناطق التي تخضع لسيطرة النظام من القرى المجاورة أو من مدينة حماة، لكن سعر الربطة الواحدة هناك يصل إلى 600 ليرة سورية، لكننا تعرضنا لمضايقات جمة من حواجز النظام المنتشرة على الطرقات واجبارنا على تسليم الخبز لهم أو السماح لنا بعدد محدد من الخبز بمقدار ربطة خبز لكل عائلة وأحيانا كثيرا نعود من دون خبز حاملين معنا أسىً كبيرا وجرحا عميقا نظرا لإهانات عناصر حواجز النظام لنا.. فهم يذلوننا حتى في لقمة عيشنا”.
فهل ياترى ستطول بنا الحال هكذا
هل سيموت أطفالنا وهم يحلمون برغيف خبز… فلقد مللنا من هذه الحال.. يتسائل أبو خالد
يذكر أن بلدة تقسيس الواقعة في ريف حماة الجنوبي على ضفاف نهر العاصي
والتي تعد نقطة ربط بين ريفي حماة وحمص عانت الكثير من الحصارات في
زمن الثورة السورية لكنها بقيت حاضنة للثورة والثوار.
مؤيد الحموي – للمركز الصحفي السوري