بكين – استعرض الجيش الصيني قوته قبل أقل من شهر على تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأميركية مع إبحار حاملة الطائرات الصينية الوحيدة نحو المحيط الهادئ واختبار مقاتلة جديدة، في وقت تشهد فيه العلاقات مع واشنطن توترا بشأن تايوان.
وبفارق بضعة أيام أعلنت الصحف الصينية أن حاملة الطائرة لياوننغ تبحر للمرة الأولى إلى المحيط الهادئ وأن مقاتلة جديدة أف سي-31 قامت بأول طلعة اختبارية.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن حاملة الطائرات الصينية الوحيدة قادت مجموعة من السفن الحربية في بحر الصين الجنوبي، الاثنين، بعد مرورها جنوبي تايوان.
وتأتي الخطوة وسط تجدد التوتر مع تايوان بعد اتصال هاتفي بين ترامب ورئيسة الجزيرة، مما أغضب بكين التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها ولا يحق لها إقامة علاقات دبلوماسية مع أي دولة.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن حاملة الطائرات التي ترافقها خمس سفن حربية مرت جنوب شرقي جزر براتيس التابعة لها في طريقها إلى الجنوب الغربي.
وقال تشين شونج تشي المتحدث باسم الوزارة إن “اليقظة والمرونة كانتا دائما الأسلوب المعتاد للحفاظ على أمن المجال الجوي”، رافضا الإفصاح عما إذا كانت المقاتلات قد وضعت في حالة تأهب أو أن الغواصات قد تلقت أوامر بالانتشار. وأشار تشين إلى أن الوزارة مستمرة في “المراقبة والسيطرة على الوضع”.
وتأتي هذه التدابير في وقت تستعد فيه بكين لوصول ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الذي لم يدأب على انتقاد الصين منذ انتخابه في نوفمبر.
وازداد التوتر بين بكين وتايوان بعد اتصال هاتفي بين رئيستها والرئيس الأميركي المنتخب. وتمنع الصين على الدول التي تقيم علاقات معها الاتصال رسميا مع تايوان التي تعتبرها مقاطعة تابعة لها.
وفي بكين قالت هوا تشون ينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، إنه ينبغي عدم الذهاب بعيدا بشأن مهمة حاملة الطائرات، إذ أنها تلتزم القانون في تحركاتها. وقالت في إفادة صحافية يومية “لياونينغ يجب أن تتمتع بحرية الملاحة والطيران وفق القانون الدولي ونأمل أن تحترم جميع الأطراف هذا الحق المكفول للصين”.
وصب ترامب الزيت على النار بإشارته إلى تقارب محتمل مع تايوان، في حين لا تستبعد بكين اللجوء إلى القوة لفرض سيادتها على الجزيرة.
في هذه الأجواء، فإن التمارين التي تجريها حاملة الطائرات التي اشترتها بكين من روسيا، مقلقة خصوصا وأن السفينة التي تواكبها عدة قطع حربية لم تبحر أبدا في المحيط الهادئ منذ دخولها في الخدمة في 2012.
وبعد الإبحار في المحيط جنوب اليابان، وصل الأسطول إلى بحر الصين الجنوبي بحسب وزارة الدفاع التايوانية التي راقبت عبور حاملة الطائرات، الأحد، قبالة سواحلها.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن هذه المناورات سبقتها تمارين “على التموين والاشتباك في الجو”.
ومنتصف ديسمبر أعلنت البحرية الصينية أن حاملة الطائرات أجرت أول تدريباتها بالذخيرة الحية خصوصا بإطلاق العشرات من الصواريخ.
وتؤكد بكين أن هذه التمارين المقررة منذ فترة، روتينية لكن الصحف الصينية ذكرت بأن حاملة الطائرات مستعدة للقتال وأن حاملة طائرات أخرى من إنتاج صيني، قيد البناء.
وكتبت صحيفة “غلوبال تايمز”، الصينية الصادرة بالإنكليزية، أن “حاملات الطائرات أدوات إستراتيجية تستخدم لإظهار قوة الصين إلى باقي العالم”.
وأضافت الصحيفة القريبة من النظام الشيوعي “إذا تمكن الأسطول من الإبحار في المناطق التي تكون فيها للولايات المتحدة مصالح حيوية فهذا سيغير الوضع الذي يمكن فيه لواشنطن الضغط على الصين من جانب واحد”. في الأثناء على بكين تسريع وتيرة بناء حاملات طائرات أخرى و”التفكير فورا في إقامة قواعد تموين في أميركا الجنوبية”.
وإضافة إلى البحرية، تحاول بكين تحديث سلاح الجو الصيني. وقالت صحيفة ” تشاينا دايلي”، الاثنين، إن الصين اختبرت للتو في الجو نوعا جديدا من المقاتلات الشبح، النسخة المحدثة لطائرة أف سي-31 المعروفة سابقا بجاي-31. ويمكن للطائرة نقل ثمانية أطنان من الأسلحة خصوصا ستة صواريخ على متنها وستة تحت جناحيها.
وقال ديفيد كيلي من مكتب “تشاينا بوليسي” للأبحاث والاستشارات، ومقره بكين، إن واشنطن غير قلقة من تطوير الصين أسلحة وهي تملك حوالي 10 حاملات طائرات في الخدمة وشبكة قواعد بحرية في العالم. وأضاف الباحث أن الصين تعتبر أن حاملة الطائرات هي أولا “رمزية وللخدمة الداخلية”.
وتابع “إنها لا تطرح أهمية إستراتيجية، لكنها تذكر الولايات المتحدة بأن للصين قوة ضغط في المنطقة”.
العرب اللندنية