عريس منذ أيام قليلة في منزله، “طه محمد طقيقة” انقلب بيته الذي طالما عمل جاهداً لبنائه بكل حب ليجمعه مع حبيبته “مريم” التي تنتظر عودته بفارغ الصبر من فرح و أمل إلى حزن وعزاء.
لم يمض على زواج طه من الشابة الثلاثينية “مريم بركات “سوى أيام قليلة وسط جو من الفرح والألفة وجمال اللقاء والأقارب، الذين جاؤوا لمعايدة العروسين ولتهنئتهم بزواجهم وبمنزلهم الجديد، ليتحول في لحظة مخيبة للآمال وجارحة للأفئدة إلى أسى وموتٍ وفراقٍ أبدي لستة شهداء من النساء وأطفال، من بينهم الشابة مريم في بلدة إحسم في جبل الزاوية.
فاجعة مكبلة بقيود الألم للعريس الشاب الثلاثيني طه ذي الشعر الأشقر و العيون الملونة، التي كانت تنتظر لقاء ورديا جميلا يحفه الحب ويُتوّج بالزواج من حبيبته مريم، التي طالما انتظرها لسنوات حتى تخرجت من معهد القبالة، بعد أن جهز منزله ليتم فرحته ويكمل حياته مع شريكة حياته المنتظرة “مريم”، لكن قذيفة روسية حولت فرحه إلى حزن سكن روحه وأماتت أحلامه.
18/ تموز / 2021 هو اليوم الذي يتنازع أنفاسه بين الحياة والموت و يخلّد جرحاً عميقاً يكوي الفؤاد ويحبس الأنفاس. جرح أدمى قلوب الحاضرين وقلب طه القابع في المشفى، ندبات روح متألمة لفقد زوجته مريم التي انتظرها وفقدها بسبب مجرمين قتلوا كل جميل في الحياة التي لا يعرفونها، كانت بارزة على محياه.
ليكون عيد طه مخضبا بالدماء ولوعة الفراق والأنين، وفرحة عريس تحولت إلى مأساة وعزاء وركام قتلت الأمل في نفسه بعد طول انتظار، فرحيل مريم هنا هو سفر بلا عودة وألم بلا فراق لن ينتهي إلى الأبد وغصات غياب مزروعة في عمق الفؤاد قاسية كالصخر، فمهما كان الوداع مجبولاً بالمشاعر التائهة سيبقى ألم البُعاد مميتاً قاتلاً ولا خيار آخر سواه تترجمه الدموع بحديث صامت وجرح لا يبرأ أبداً.
خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع