حقوق الإنسان في سوريا عبارة عن متاهة كثيفة تبدأ وتنتهي بالموت، وهي محصلة كارثية تجعلنا نأسى ونأسف لما آلت إليه سوريا، منوهة إلى أن المجتمع الدولي متفرج على المأساة، ولم ينجح في تحييد المدنيين من ويلات الحرب، حتى وهم يتشردون في بلاد الله الواسعة، ويقفون على أسوار حدود بلادهم حيث لا يجدون ما يطعمهم أو ما يقيهم زمهرير البرد وحر الصيف، في وقت تدين فيه الأمم المتحدة جميع الانتهاكات ضد المدنيين ولا تفعل أكثر من ذلك، وكأن الإدانة تستر عورة الفشل الدولي في حماية الأبرياء فيما هي ثوب مهترئ لا يوقف آلة القتل، أو يحمي الخائفين، أو يؤوي المشردين، أو يطعم الجائعين، وبعد أن لفتت إلى أنه بعد أربع سنوات من تراجع حقوق الإنسان، أصبح السوريون عبارة عن أرقام في سلسلة ضحايا تتردد يوميا بين موت وتشريد واعتقال، أكدت الكاتبة أن ذلك يؤسس لتطور سلبي قائم على اللامبالاة فيما يتعلق بكل قضايا الإنسان مستقبلا، مشددة على أنه لابد من تحييد المدنيين في مثل هذه الصراعات خاصة إذا لم تتوفر إرادة حقيقية لحلها، وخلصت الكاتبة في نهاية مقالها إلى أن التساهل فيما يحدث بسوريا يفتح الباب لمزيد من التساهلات الإنسانية في جميع أنحاء العالم، وإذا لم تبتكر حلولا لإيقاف التراجع في الوضع الحقوقي في سوريا، فلا يتوقع مطلقا أن توجد حلول مستقبلا فهي اختبار يبدو أن العالم رسب فيه أو بعبارة أخرى لم ينجح أحد.
صحيفة العرب