في خطوةٍ هي الأولى من نوعها، شهدت مناطق الشمال السوري مشهدًا استثنائيًّا بإخلاء مخيم التريمسة بالكامل، بعد قرار جماعي من سكانه بالعودة إلى قريتهم الأصلية في ريف حماة الشمالي، مُنهين 14 عامًا من النزوح القسري الذي طال معاناتهم.
انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي لقطات مؤثرة لوداع الأهالي للمخيم الذي مثّل سنوات من الشقاء، فيما وصفه ناشطون بـ”العودة المشرّفة”، و”نصر لكرامة السوريين” في ظل ظروف استثنائية. وأصبح الحدث رمزًا لأمل جديد لأكثر من 1.8 مليون نازح مازالوا يعيشون في 1,500 مخيم بين مُنظم وعشوائي، وفق إحصائيات إنسانية حديثة.
أكدت تقارير محلية أن خططًا جارية لإعادة تأهيل القرى المُدمرة عبر ترميم البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية، مثل إعادة فتح المدارس، لاستيعاب العائدين. لكن التحديات تبقى كبيرة أمام تعميم هذه التجربة على مئات المخيمات الأخرى، خاصة في إدلب وريف حلب حيث تتفاقم الأوضاع الإنسانية.
تفاعل النشطاء مع الحدث بتفاؤل، كتب أحدهم: “التريمسة تثبت أن العودة ممكنة.. فلنكن جسرًا لأهالي المخيمات الأخرى”. بينما دعا آخرون المجتمع الدولي إلى دعم المبادرات المحلية لضمان عودة آمنة وكريمة لكل النازحين، مؤكدين أن هذه الخطوة تُعيد إحياء حلم السوريين بوطن يستحق البناء من جديد.