خالد أبو سليمان 60 عاما يغزو الشيب ملامح وجهه، ويتناثر الحزن في قسماته بلباس أقل ما يقال عنه أنه شبه مهترئ، وحذاء بالي يعجز حتى عن رقعة، هو أب لـ 11 طفل نازح من ريف حماة الشمالي إلى إدلب، ترك الخيمة ليسكن “خرابه”.
هل تستطيع الفروع الأمنية الحجز على #عقارات_المطلوبين؟؟
كان أبو سليمان يسكن في إحدى المخيمات ولكنه وبعد العاصفة المطرية الأخيرة وسقوط الخيمة فوق رأسه وتلف كل مقتنياته اضطر للبحث عن منزل، ولكن غلاء الأجور دفعه لحل أقل ما يقال عنه أنه مأساوي.
وجد خالد أبو سليمان بيت مهدم ومدمر بشكل شبه كامل، يتألف من غرفتين تسكنه الثعابين والفئران فقرر تأهيله للسكن بينما كان يغلق فتحة كبيرة في جدار الغرفة والعرق يتصبب من جبينه وهو يضع سيجارة في فمه ينفخ من خلال بعض همومه أخرجها واستدار إلينا وقال:
“لم يكن لدي أي حل أخر لم نستطع العيش في الخيمة لسنا معتادين على سكن الخيام، كان لدي معرض مفروشات في حماة، وكان لدي بيوت وليس بيت واحد فقط، ولا قدرة لدي على الاستئجار فكان هذا الحل الوحيد”.
اشترى أبو سليمان بعض المواد كالإسمنت والطوب وبدأ وحيداً ترميم المنزل الذي يسميه “خرابه” فهنا يغلق فتحة في الحائط وهناك يحفر حفره فنية للمنزل، وفي بعض الأحيان يمد أرضيه المنزل بالبحص وبعض الإسمنت بدلاً من التراب.
تابع قائلاً:
“أتمنى أن ننتهي من حكم “بشار الأسد” ونعود لمنازلنا، فقد مللنا من التشرد والضياع، أطفالي يعانون المرض الدائم لأن لا بيت يأويهم أي ذكريات سيجمعون وسط الخيام والبيوت المهدمة”.
رغم أنه يحاول إيصال كم المرارة والحزن من خلال كلامه لنا، ولكن تعابير وجهه تنطق وحدها، فإذا ما نظرت إلى ملامح أبو سليمان ستشعر كم هو حزين ومحطم ويحاول من لا شيء أن يصنع بعض الأمان والدفء لأسرته، شعر أشيب لحية غير مشذبه عبوس وكلام ثقيل يُتبعه دوما بالزفير المليء بالهم والألم.
أبو سليمان ككل السوريين المكافحين لم ولن يستسلم للظروف والأحوال الصعبة، يحاول خلق بقعة للأمل وسط محيط من الإحباط.
المركز الصحفي السور ي
عين على الواقع
ضياء عسود