نشرت هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية “بي بي سي”، قصة مواطنة بريطانية تعرضت للاعتقال في سجون النظام السوري، على يد مخابرات نظام بشار الأسد عام 2014، تفضح ممارسات التعذيب والاغتصاب التي تقوم بها.
ونقلت “بي بي سي” قصة المواطنة التي رمزت لها بالاسم “فرح”، وأوضحت أنها تحمل الجنسية السورية والبريطانية، وقالت إنها اعتقلت وقاست التعذيب الوحشي في سجون النظام.
وأشارت إلى أنه أطلق سراحها بعد 36 يوما من التحقيق والتعذيب، وغادرت نحو بريطانيا، لتروي قصتها وتحمل بشار الأسد شخصيا مسؤولية ما عانته، معتبرة أن الأولوية يجب أن تكون لمحاربته ومحاربة نظامه، وليس لمحاربة تنظيم الدولة، الذي انخرطت بريطانيا مؤخرا في شن غارات جوية عليه ضمن سوريا.
ولدت “فرح” في بريطانيا، لكنها ترعرت في سوريا، وهي تحمل الأسد مسؤولية ما تلقته من تعذيب، بعدما اعتقلتها أجهزة مخابراته وعذبتها، بتهمة أنها من نشطاء المعارضة.
وتروي “فرح” ما شهدته بنفسها، وقالت إنه فاق سوءا كل ما سمعته من صديقتها المفضلة، التي اعتقلت قبلها بعام، حيث شاهدت رجالا معلقين والدم يسيل من ظهورهم وأرجلهم، فيما كانوا يصيحون ألما.
وقالت “فرح” إنها احتجزت في غرفة قذرة ومظلمة وباردة، مع نحو 12 امرأة أخرى، وتعرضت للضرب خلال التحقيق معها، وقالت إن “كل ما يتقنه محققو الأسد هو الضرب لانتزاع الأقوال”.
وأضافت أن المعتقل إن أبى الكلام زادوه ضربا، فإن شعروا أن أطرافه تخدرت من كثرة الضرب ولم يعد يقوى على الصراخ من الألم، رشوا عليك الماء ليصحو، ويعاود الشعور بالألم.
وتعرّضت “فرح”، وفق ما نقلته “بي بي سي” للتعذيب باستخدام الصدمات الكهربائية، فلم تحتمل، وأصيبت بالإغماء الذي حرم جلاديها من التلذذ بصراخها، وفق قولها.
وكشفت “فرح” أن إحدى المحتجزات في زنزانتها ذاتها تعرضت للاغتصاب، وقالت إنها هي أيضا تعرضت للتهديد بالاعتداء جنسيا عليها.
وأوضحت أن مخابرات النظام السوري لا تمارس الاغتصاب الفردي وحسب، بل “الاغتصاب الجماعي”، حيث يتناوب أكثر من جلاد على الضحية.
وقالت إن جنسيتها المزدوجة (السورية والبريطانية) كانت وبالا عليها، حيث تعرضت لتعذيب أشد، وكان السجانون ينعتونها بـوصف “البريطانية” قاصدين “الشتيمة والإهانة”.
وتابعت بأن مخابرات الأسد هددتها مرارا باعتقال ابنها الشاب. وأضافت: “كنت أكاد أجن عندما يأتون على سيرة ابني، لقد كان أقسى أنواع التهديد، فهم يعرفون أقرب الناس إلى المعتقل، ويبتزونه بواسطته”.
وروت “فرح” عملية تعذيب شهدتها لرجل مسن، وكيف أن تعذيبه أصابها بصدمة كبيرة، حيث إنهم “كانوا يطبّقون عليه الصدمات الكهربائية حتى سقط على الأرض، فسحبوه وألقوه خارجا، فيما كنت متأكدة أنه مات”.
وفي حادثة أخرى، شاهدت “فرح” رجلا معلقا من رجليه ويديه، وكانت تشيح ببصرها عنه محاولة تفادي رؤية هذا المنظر البشع، لكن الجلادين كانوا يجبرونها على مشاهدته، وفي لحظة سحبوا الحبال وشقوه إلى نصفين، في حين صرخ الرجل صرخته الأخيرة.
وقالت “فرح” إنها تحدثت إلى أحد السجانين ذات مرة، وسألته: “كيف يمكن لبشر أن يفعل ما تفعلونه؟”، فأظهر لها أقراصا، وأجاب: “بفضل هذه، إنها تساعدني.. أنت مسجونة، وأنا كذلك مسجون هنا منذ أربع سنوات، ومهمتي ضرب الناس”.
وختمت قصتها بالقول: “عندما نقول إننا نريد أن نتخلص من الأسد، فهذا لا يعني أننا نريد تنظيم الدولة أو أننا سعداء بوجوده. الأسد هو الذي جلب التنظيم إلى سوريا بكل مخزونه من الموت والدمار، وعلينا أن نتخلص منه ومن نظامه، وبعد ذلك يمكننا التخلص من التنظيم”، وفق قولها.
المصدر: عربي 21