اندلعت الثورة السورية في 15 من مارس / آذار عام 2011 مطالبة بالحرية و الديمقراطية، كانت المساجد هي نقطة الانطلاق في المظاهرات العارمة التي شهدتها المدن و البلدات السورية، يعتبر المسجد الأموي في دمشق من أوائل المساجد التي خرجت منها المظاهرات وكان باكورة الحراك الثوري في دمشق في 15 من مارس عام 2011.
بدأ مسلسل استهداف المساجد و دور العبادة في سوريا باقتحام قوات النظام للمسجد العمري بدرعا في 23 من مارس / آذار عام 2011حيث انطلقت منه أولى المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في المدينة, ليقوم بعدها النظام بقصف مئذنة المسجد وتدميرها في 13 من أبريل/نيسان عام 2013, الجدير بالذكر أن أول مئذنة قام النظام بتدميرها هي مئذنة جامع عثمان بن عفان في دير الزور في العاشر من أغسطس/آب عام 2011، كما قامت قوات النظام بقصف و تدمير مئذنة الجامع الأموي بحلب في 24 من أبريل/نيسان عام 2013.
لم يقتصر النظام على قصف وتدمير المساجد بل تعداها ليشمل الكنائس أيضاً، حيث قام النظام باستهداف كنيسة أم الزنار الأثرية في حي بستان الديوان في مدينة حمص في 20 من يناير / كانون الثاني عام 2013، والتي يعود تاريخها إلى القرن الأول الميلادي، ما أدى لتدمير أجزاء واسعة منها.
بلدة معرة حرمة في ريف إدلب نالت مساجدها ما نالت من التدمير الذي لحق بالبلدة جراء قصف طيران النظام لها في خريف عام 2012, حيث قامت طائرات النظام باستهداف المسجد الكبير في البلدة بالصواريخ و القنابل الفراغية في 15 أكتوبر / تشرين الأول عام 2012 ما ألحق به أضراراً كبيرة, كما استهدفت غارة أخرى في 17 أكتوبر / تشرين الأول عام 2012 مسجداً وسط البلدة يسميه أهالي البلدة ” الجامع الوسطاني” ما أدى إلى تدميره بشكل كامل تقريباً.
.
يقول أحد أهالي البلدة ” إن المساجد التي دمرت كانت هدفاً رئيسياً لقصف طائرات النظام “، كما يؤكدون أن النظام لا يعير حرمة للبشر ولا للحجر حتى المساجد لم تسلم من آلته العسكرية.
قام أهالي البلدة بإجراء الاصلاحات الضرورية للمسجد الكبير, وقد أعيد رفع الأذان فيه، فيما لم يستطع أهالي البلدة إجراء ترميم لــ” الجامع الوسطاني” بسبب استمرار القصف لقرب البلدة من خطوط المواجهة الأولى في ريف إدلب, و كذلك بسبب قلة الإمكانات المادية الضرورية للقيام بأعمال الترميم.
“الجامع الوسطاني” في البلدة سيبقى شاهداً على مدى همجية و بربرية النظام و استهدافه لأماكن و دور العبادة, كما يمنون النفس بقرب انتهاء الحرب و ذلك لإعادة ما تم تدميره من المسجد لكي يرفع فيه الأذان من جديد.
المركز الصحفي السوري : عاصم الصالح