بالصور… جانب من معاناة لاجئين سوريين على حدود الأردن

لا يختلف المشهد كثيراً على الحدود الأردنية السورية، فحركة اللاجئين السوريين إلى المملكة في ازدياد مع تواصل عمليات القصف جواً على حلب وما يعيثه داعش من فساد وقتل وتخريب، حركةٌ تقابلها إجراءات أمنية صارمة بعضهم يعبرون إلى المملكة وكثيرون يخضعون لاعتبارات أمنية في ظل عدم الاستقرار في الجارة الشمالية وانتشار الجماعات المتطرفة.
أكثر من 59 ألف سوري قبالة الأراضي الأردنية موزعين بين مخيمي الرقبان والحدالات جميعهم من الرقة ودير الزور وحلب وحمص، هذه المناطق تقع ضمن سيطرة تنظيم داعش، مما فرض على السلطات الأردنية اتخاذ إجراءات وقائية والحد من استقبال اللاجئين خوفاً من استهداف أراضيها من تلك العناصر المتطرفة التي تستغل دخول اللاجئين.
جميع اللاجئين ينتظرون دورهم في الدخول منذ أشهر في بيئة صحراوية صعبة بالكاد أن يتقبلها أحد، “العربية.نت” زارت الحدود الشمالية الشرقية التي تبعد عن العاصمة عمّان أكثر 400 كيلو متر وتحديداً إلى منطقة الحدالات إحدى مناطق عبور اللاجئين.
وخلف الساتر الترابي الفاصل بين الدولتين حيث مخيم الحدالات الذي يضم 7 آلاف و200 سوري يقع تحديداً في الجانب السوري، “العربية.نت” قابلت عددا من النازحين هناك، ومنهم أبو محمد وهو من مدينة حمص التي تبعد 100 كيلو متر عن الحدود، ينتظر دوره في الدخول إلى المملكة منذ 6 أشهر.
شهادات حية
ويشكي أبو محمد من طول الانتظار إلا أنه مقدراً العبء الذي يقع على عاتق قوّات حرس الحدود الأردنية والإجراءات الأمنية التي تتبعها، جاء إلى هنا هرباً من الحرب وأوزارها وخوفاً على عائلته من تنظيم داعش الذي لا يبقي ولا يذر بحسبه.
أما آخر الذي فضل عدم ذكر اسمه خوفاً على أقاربه وأهله في الرقة، قال “أنا هنا منذ 25 يوما، جئت هنا بسبب داعش الذي يطغى في الأرض دون حسيب”.
وفيما يتعلق بالأحداث التي تشهدها حلب، وصل إلى الساتر الترابي خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين 5490 لاجئاً تسودهم حالة ترقب دائم للدخول إلى المملكة.
واستقبلت قوات حرس الحدود 300 لاجئ سوري خلال الجولة التي نظمتها قوّات حرس الحدود الأردنية لممثلي وسائل إعلام عربية وأجنبية ووكالات أنباء، بعدما خضعوا لإجراءات أمنية مكثفة.
منطقة الحدالات هي إحدى نقاط العبور التي تبعد عن محافظة الرويشيد 70 كيلومتراً وهي منطقة تقابلها الرقة ودير الزور وحلب. ووفقاً لقائد قوّات حرس الحدود الأردني العميد الركن صابر المهايرة فإن حركة تنظيم داعش تبعد عن الساتر الترابي في منطقة الحدالات ما يقارب 80 كيلومتراً وتأتي من الأراضي العراقية باتجاه الأراضي السورية، وهذا يشكل تحدياً كبيراً لطالما أن الجهة المقابلة من حدود بلاده تشهد انهيارا أمنيا إلا أن هذا التحدي لم يصل إلى مستوى التهديد.
وضمن إجراءات قوّات حرس الحدود لدرء الإرهاب والعصابات المسلحة فقد أغلقت الأنفاق الأثرية التي تربط المملكة بالجانب السوري خصوصاً الواقعة على الحدود الشمالية الغربية.
وقال المهايرة لـ”العربية.نت” إنه سبق واستخدمت الأنفاق من قبل عدد من المسلحين قبل شهرين حيث طبقت قوّات حرس الحدود قواعد الاشتباك معهم لحظة خروجهم إلى الجانب الأردني وتمت السيطرة على الموقف وضبط مواد مخدرة.
إلى جانب ذلك، تقوم قوّات حرس الحدود بجولات جوية عبر طائرات الاستطلاع ومراقبات أرضية، ويقول المهايرة إن من أشكال التهديد الذي تشهده الحدود الأردنية عمليات تسلل الإرهابيين من منطقة تل خالد بالإضافة إلى تهريب المخدرات والأسلحة.
وما يقلق الأردن ما يجري في الجارة الشمالية من صراع بين التنظيمات المسلحة على طول الحدود التي تبلغ أكثر من 370 كيلومتراً والانفلات الأمني، قلقٌ يقابله تأهب حذر وسرعة في الرد السريع، وكإجراء احترازي وإنذار مبكر طلبت السلطات الأردنية من الفصائل المتناحرة الابتعاد عن حدود المملكة مسافة 7 كيلومترات، مؤكدة بعدم السماح باختراقها أو الاقتراب منها.

العربية نت
Next Post

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist