هاجم شباب الانتفاضة مقر قيادة قوات الشرطة في طهران المعروف باسم فاتب، لتسمع أصوات الانفجارات المتتالية من هذا المكان عشية 5 اكتوبر، يوم ما يسمى بقوات الشرطة التابعة لنظام الملالي.
وتأتي هذه العملية البطولية في ظل استخدام النظام كافة مؤسساته الاستخباراتية والأمنية والعسكرية لحماية هذه الأماكن الحساسة.
إن مقر شرطة طهران الكبرى (فاتب)، الذي يكرهه المواطنون في طهران، هو المسؤول عن السيطرة على القوات الخاصة وقيادتها وجميع الوحدات القمعية التابعة لقوات الشرطة التابعة لنظام الملالي في طهران.
هذا المجمع الكبير الذي يضم العديد من المرافق، في المنطقة السابعة بطهران في شارع شريعتي، بالإضافة إلى قيادة شرطة طهران الكبرى، هو موقع مقر التجسس الإلكتروني الذي يسمى شرطة مساحة الإنتاج وتبادل المعلومات (فتا).
ويوجد في هذا المكان عدد كبير من أبراج الاتصالات وأجهزة التنصت وخوادم الكمبيوتر الخاصة بالشرطة.
ويلعب “فاتب” دورًا على مدار الساعة في قمع الاحتجاجات العامة والانتفاضات ضد نظام الملالي، وفي انتفاضات 2017 و2019 و2022 والتجمعات الاحتجاجية، وواجه الناس بالضرب والاعتقالات وإلقاء الغاز المسيل للدموع واستخدام البنادق وإطلاق أعيرة نارية مباشرة.
تم تكليف شرطة التجسس التابعة للإدارة الاتحادية بمهمة تحديد المعارضين والمتظاهرين في الفضاء الإلكتروني، ومن خلال ترهيبهم واعتقالهم، يتم إسكات أي صوت معارض وإرسال المتظاهرين والمنتفضين إلى السجون ومراكز التعذيب التابعة للنظام.
تم بناء مركز الاعتقال تحت الأرض التابع لـ”فاتب” في مقر قيادة شرطة خامنئي في طهران الكبرى ويضم 180 زنزانة فردية، وهو يمتلئ باستمرار بالمعتقلين منذ انتفاضة عام 2017.
يتم استجواب المتظاهرين والمنتفضين المعتقلين في هذا المكان ويتعرضون للتعذيب غير الإنساني.
إن الهجوم على أحد مراكز القمع الرئيسية للنظام في طهران، والذي يخضع لحماية أمنية مشددة، هو في المقام الأول علامة على كراهية الشعب لنظام الملالي ومطلب الجمهور الإيراني في الإطاحة بنظام الملالي.
ومن ناحية أخرى، تظهر مثل هذه العمليات أن عمليات القمع والخنق والإعدامات التي يحاول النظام منع انتفاضة الشعب من خلالها، فقدت فاعليتها. إن استقبال المقاومة الراديكالية ضد النظام من قبل الشباب والشعب في إيران قد تسبب في خوف ورعب شديدين لنظام الملالي، ومثل هذه العمليات تعطي المزيد من القوة لراديكالية الحركة.