تنظير بثينة شعبان، أحد أعمدة النظام السوري، حول تنظيمي “الدولة الإسلامية” و”القاعدة”، في ندوة عقدت في واشنطن، فتح الباب أمام انتقادات واسعة لسياسية الإدارة الأمريكية في الملف السوري.
فشعبان المستشارة الإعلامية للقصر الجمهوري، مدرجة على لوائح العقوبات الأمريكية، منذ آب 2011، بقرارٍ من وزارة الخزينة الأمريكية، إلى جانب وزير الخارجية، وليد المعلم، وسفير سوريا في لبنان، علي عبد الكريم.
وكان نادي الصحافة الوطني الأمريكي أعلن استضافة المستشارة في ندوة حول التنظيمات التي توصف بـ “الإرهابية”، برعاية “التحالف العالمي لإنهاء تنظيمي داعش والقاعدة ”، لإيجاد أسس مشتركة بين الدول والحكومات لمحاربة التنظيمين.
وتتهم واشنطن بـ “الضبابية” وغياب الخطط الاستراتيجية في الملف السوري، ومحاولة تعويم شخصيات من نظام الأسد، بحسب رؤية شخصيات بارزة في المعارضة.
وشاركت شعبان باتصال عبر موقع “سكايب” كونها ممنوعة من دخول أمريكا، لكنّ الانتقادات من معارضين وناشطين سوريين دفعت مسؤولًا في الخارجية الأمريكية للرد قائلًا “الموقف لم يتغير من مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان المدرجة على لائحة العقوبات، والتي ترضخ تحت العقوبات الأمريكية وغير مسموح لها الدخول إلى الولايات المتحدة أو اجراء أي تعاملات معها”.
وأضاف المسؤول أن “شعبان تحاول عبثًا التغطية على قمع النظام للشعب السوري ووضع القناع على وحشيته”، معتبرًا أن “العالم لم يتضلل بأكاذيبها”، وفق ما نشرته صحيفة “الحياة”.
وعملت شعبان في وزارة المغتربين السورية، بقرارٍ من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بين عامي 2002 و2008، لتتبوأ بعدها منصب المستشارة الإعلامية للقصر الجمهوري إلى اليوم.
ونقلت روث شيرلوك، الصحفية في ديلي تيلغراف البريطانية عن شعبان قولها خلال الندوة “مدينة داريا تملك أرضًا خصبة وتستطيع إنتاج الفول والبازلاء والمواد الغذائية، وأنا أؤكد لكم أنه لا يوجد أي أحد جائع في داريا”.
وتتصدر مدينة داريا أروقة المحادثات الأممية للوصول إلى حلول في سوريا، إذ يحاصرها النظام السوري منذ أكثر من ثلاثة سنوات، ويمنع دخول المساعدات الغذائية إليها، كما يسيطر على الجزء الأكبر من أراضيها الزراعية جهة الشرق.
درست شعبان الأدب الإنكليزي في “جامعة دمشق”، وحصلت على دكتواره من “جامعة يورك” في بريطانيا، الأمر الذي فتح الباب أمامها لتدخل الحياة السياسية مترجمة للرئيس السابق حافظ الأسد، وبعدها مترجمة في القصر الجمهوري.
ولدت المستشارة الرئاسية في العام 1953 لعائلة فقيرة في قرية المسعودية، ذات الأغلبية العلوية التي ينتمي لها رأس النظام، وهي قرية تقع بريف حمص وسط البلاد.
وعرفت شعبان بتصريحاتها الهجومية اللاذعة ضد أنصار الثورة السورية، محملةً إياهم مسؤولية “تخريب أمن البلد”، وهي التصريحات التي بدأت خلال مؤتمر صحفي في آذار 2011، أعلنت فيه حزمة من الإصلاحات المعيشية والخدمية ومغفلةً المطالبات المتعلقة بالإصلاح السياسي والحريات في محافظة درعا، ليردّ “الثوار” بهتاف “يا بثينة ويا شعبان.. الشعب السوري مو جوعان”.
واعتبرت آنذاك أنه “يجب التفريق بين استيعاب ثورات شعبية في بلدان، وإثارة الفتن في بلدان أخرى”.
كما اتهمت المعارضة بتنفيذ هجمات الكيماوي في الغوطة الشرقية، والتي راح ضحيتها 1400 مدني في آب 2013، وقالت إنه تمّ خطف أطفال ورجال من قرى اللاذقية، الخاضعة لسيطرة الأسد، واقتيادهم إلى مكان الاعتداءات، فيما اعتبر “أغرب تصريح رسمي” على الحادثة.
عنب بلدي