ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية اليوم السبت 3 أيار (مايو) بأن الجدة سعاد الشوا منعت من قضاء أيامها الأخيرة مع عائلتها التي فرت من دمشق للاستقرار في غلاسكو ، ولكن الجدة السورية التي تحتضر بسبب السرطان حصلت على إذن بالقدوم إلى المملكة المتحدة لقضاء أيامها الأخيرة مع أحفادها الذين لم تلتق بهم قط، بعد تراجع وزارة الداخلية عن قرارها.
وقالت الصحيفة أرادت الحكومة منع سعاد الشوا، المصابة بسرطان الكبد، والتي أمهلها الأطباء أسابيع فقط للعيش، من السفر لقضاء أيامها الأخيرة مع ابنتها علا الحموي، وصهرها مصطفى المنجد، وأطفالهما الثلاثة (سبعة وخمسة وسنة واحدة). ولم تتمكن الشوا من التواصل مع أحفادها إلا عبر مكالمات الفيديو.
وكانت العائلة، التي تعيش الآن في غلاسكو، قد فرت من سوريا في عام 2015. وكانوا قد فقدوا طفلهم بعد قصف على منزلهم في دمشق، ولم يتمكنوا من اصطحاب والدة الحموي معهم.
وأوضحت الصحيفة بأن وزارة الداخلية البريطانية كانت قد رفضت طلبًا للمّ شمل عائلة لاجئة قُدّم بعد تشخيص إصابتها بالسرطان في مراحله النهائية، والذي تلقّته “الشوا” أواخر العام الماضي. ولكن العائلة استأنفت العائلة الحكم، ووافق عليه قاضٍ في المحكمة الابتدائية بمحكمة الهجرة في نيسان (أبريل) الماضي.
وبحسب الصحيفة غمرت الفرحة العائلة، وأبلغت الشوا بالخبر، التي بدأت تستعد للقدوم إلى المملكة المتحدة. لكنهم شعروا بحزن عميق عندما طلبت وزارة الداخلية الإذن باستئناف حكم القاضي؛ وهي خطوة وصفتها الحموي بأنها “أحزنتها”. وربما استغرق الاستئناف الإضافي نحو ثمانية أشهر، وهي مدة لا يتوقع الأطباء أن يستغرقها الشوا، ولكن وزارة الداخلية أبلغت محامي العائلة بسحب طلبها، وبأن الجدة تستطيع القدوم إلى المملكة المتحدة، وبأنها ستُسرّع إصدار التأشيرة. تأمل العائلة أن تُعالج الطلب في مركز بالأردن نهاية هذا الأسبوع، ثم ستتولى صهرها استلام الشوا من هناك. حيث لا يُسمح للاجئين بالعودة إلى بلدهم الذي فروا منه، لذا لا تستطيع الحموي وزوجها دخول سوريا مرة أخرى للبقاء مع الشوا هناك.
وقالت الحموي: “بلغني أن أمي عندما سمعت الخبر بدأت تأكل أكثر. كل ما تريده قبل وفاتها هو رؤيتنا وأطفالنا”.
وقالت الصحيفة رحّب صهر الجدة بتراجع وزارة الداخلية وإشارة الوزارة إلى أنها ستسرّع إجراءات التأشيرة. وقال: “أُقدّر لوزارة الداخلية استماعها لي ولـ علا”. وأضاف: “الأطفال متحمسون للغاية للقاء جدتهم أخيرًا. ستنام جدتهم في غرفتهم، وهم يتجادلون حول من سينام بجانبها”.
قال محامي العائلة، عثمان أسلم من مكتب مختار وشركاه: “نرحب بقرار وزارة الداخلية الانسحاب من هذه القضية، ونرحب أيضًا بالمساعدة في تسريعها. نأمل الآن أن تتمكن الابنة وأمها من قضاء ما تبقى لها من وقت معًا. اللاجئون لا يختلفون عن أي شخص آخر. لديهم أيضًا حياة وعائلات وكرامة”.