أعلنت إدارة بايدن اليوم الخميس 15 نيسان/أبريل طرد 10 دبلوماسيين روس، وفرض عقوبات على ما يقرب من 30 شخصية وشركة، مع تحركها لمحاسبة الكرملين على التدخل في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي، واختراق الوكالات الفيدرالية وفق تقرير نشرته وكالة “أسوشيتد برس” وترجمه المركز الصحفي السوري بتصرّف.
الإجراءات التي تنبأت بها الإدارة لأسابيع تمثّل الإجراءات الانتقامية الأولى التي تم الإعلان عنها ضد الكرملين، بسبب الاختراق المعروف باسم اختراق “SolarWinds”.
في هذا الاختراق، يُعتقد أن المتسللين الروس قاموا بإصابة البرامج المستخدمة على نطاق واسع بشفرات ضارة، ما يمكنهم من الوصول إلى شبكات 9 وكالات على الأقل، فيما يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه عملية جمع معلومات استخبارية تهدف إلى التنقيب عن الأسرار الحكومية.
وزعم المسؤولون الأمريكيون الشهر الماضي إلى جانب هذا الاختراق، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أذن بعمليات التأثير لمساعدة دونالد ترامب في محاولته الفاشلة لإعادة انتخابه كرئيس، على الرغم من عدم وجود دليل على أن روسيا أو أي شخص آخر غير الأصوات أو تلاعب بالنتيجة.
وتشمل الإجراءات التي تمّ الإعلان عنها عقوبات على 6 شركات روسية تدعم الأنشطة السيبرانية في البلاد، بالإضافة إلى عقوبات على 32 فرداً وكياناً متهمين بمحاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي، بما في ذلك من خلال نشر معلومات مضللة.
وقال البيت الأبيض إن الدبلوماسيين العشرة الذين تم طردهم بينهم ممثلون عن أجهزة المخابرات الروسية، وأضاف أنّ بايدن كان يستخدم القنوات الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية للرّد على التقارير، التي تفيد بأنّ روسيا شجّعت طالبان على مهاجمة القوّات الأمريكية والقوّات المتحالفة في أفغانستان، بناءً على “أفضل التقييمات” لمجتمع الاستخبارات.
وكان قد أخبر الرئيس جو بايدن بوتين هذا الأسبوع في دعوته الثانية لـ “تهدئة التوترات”، بعد التعزيز العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية، وقال إن الولايات المتحدة “ستتصرف بحزم دفاعاً عن مصالحها الوطنية” فيما يتعلق بالتدخلات الروسية والتدخل في الانتخابات.
وفي مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي، رد بايدن بـ “نعم أنا أفعل” عندما سئل عمّا إذا كان يعتقد أن بوتين “قاتل” وقال إن أيام “تدحرج” الولايات المتحدة تجاه بوتين قد انتهت، ما دعا بوتين لاحقاً لاستدعاء سفيره لدى الولايات المتحدة، وأشار إلى تاريخ الولايات المتحدة في العبودية والذبح للأمريكيين الأصليين والقصف الذرّي لليابان في الحرب العالمية الثانية.
ولم يتضح على الفور ما هي الإجراءات الأخرى التي قد يتم التخطيط لها ضد روسيا، وقال المسؤولون في وقت سابق إنهم يتوقعون اتخاذ إجراءات مرئية وغير مرئية, فلا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الإجراءات الأمريكية ستؤدي بالفعل إلى تغيير السلوك، خاصة وأن الإجراءات السابقة التي اتخذتها الولايات المتحدة قد فشلت في إنهاء القرصنة الروسية.
يذكر أنّ إدارة أوباما طردت دبلوماسيين من الولايات المتحدة في عام 2016 رداً على التدخل في الانتخابات الرئاسية في ذلك العام, وطردت إدارة ترامب أيضاً دبلوماسيين في عام 2018 بسبب تسميم روسيا لضابط استخبارات سابق في بريطانيا.
من المؤكد أن العقوبات التي يُفترض أنها تهدف إلى إرسال رسالة انتقامية واضحة إلى روسيا، وردع أعمال مماثلة في المستقبل، ستؤدي إلى تفاقم العلاقة المتوترة بالفعل بين الولايات المتحدة وروسيا.
ترجمة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع