بمبادراتٍ تطوعيةٍ يسعى طواقم الكوادر التعليمية للنهوض بالتعليم ونفض غبار الجهل عن أطفالٍ تراكم على كواهلهم الصغيرة، قامت لجنة دعم التعليم أمس الاثنين 22 شباط/فبراير، بالتعاون مع بعض المنظمات بتوزيع منحٍ ماليةٍ على الكوادر التعليمية غير المدعومة في مدينة كفر تخاريم شمال غربي إدلب.
أم أحمد فقدت منزلين ولا تعرف الطريقة الصحيحة لتوثيق ما تملك
أفادت شبكة المحرر اليوم أنّ لجنة دعم التعليم التطوعية بدأت بالتعاون مع منظمتي مداد ورحمة بلا حدود، بتوزيع منحٍ ماليةٍ على الكوادر التعليمية غير المدعومة في مدينة كفرتخاريم، ضمن حملتها الثالثة لدعم قطاع التعليم في الشمال السوري المحرر.
قامت اللجنة بهذه الخطوة بهدف دعم فرق التعليم التطوعية والكوادر التعليمية غير المكفولة من قبل المنظمات لتجنّب توقيفهم عن العمل وتسرّب الأطفال عن التعليم، وفق ما قاله أحد متطوعي اللجنة “بسام عباس” لشبكة المحرر.
أضاف عباس أنّ المنح سوف تكون على 7 مدارس في مدينة كفرتخاريم لقرابة 109 أشخاصٍ بين معلمٍ ومدرسٍ وأمين سرّ ومديرٍ ومستخدمٍ في تلك المدارس.
بلغ المبلغ الذي وزعته اللجنة قرابة 60 ألف ليرةٍ تركيةٍ، تبرّع بنصف المبلغ أبناء المدينة من أصحاب رؤوس الأموال وموظفي المنظمات والتجار، والنصف الآخر ساهمت به منظمتا مداد ورحمة بلا حدود لتشجيع مثل هذه المبادرات.
لا يقتصر الأمر في صعوبة تأمين متطلبات التعليم على مدينة كفرتخاريم فحسب، ففي بيانٍ نشره فريق “منسقو استجابة سوريا” منذ قرابة الشهر، يوجد أكثر من 450 ألف طالبٍ في المناطق المحررة في الشمال السوري منهم 60 ألف طالبٍ في مخيمات النزوح يواجهون صعوباتٍ عديدةٍ لإكمال تعليمهم.
في سياقٍ متّصل, تعاني المراكز التعليمية في الشمال السوري من ضعف الإمكانيات والتجهيزات والوسائل التعليمية جرّاء تضرر ودمار مئات المدارس بسبب القصف المستمر للنظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين في المنطقة.
في المقابل لم تكن قرارات مديرية التربية منصفةً للكوادر التعليمية أيضاً، فقد أصدرت مديرية التربية في إدلب قراراً وصفه العديد من الأشخاص اعتباطياً ودون دراسةٍ، يقضي بإيقاف حملة شهادة اللغة الفرنسية عن عملهم في المدارس، بحجّة أنّه لا حاجة لتدريس اللغة الفرنسية فيها واقتصار عملهم على صفة مشرفي الحماية، بما يوجّب عليهم انتظار تعييناتٍ جديدةٍ بعد أن أمضى بعضهم أشهراً عديدة في الوظيفة معظمها دون أجر وبشكلٍ تطوّعيّ.
يقول الأستاذ “عبد المعين” أحد خريجي اللغة الفرنسية ممن تمّ إيقافهم عن العمل في المدرسة: “لا أدري كيف توصّلوا إلى هذا القرار, فقد درست مثلي مثل خريج الرياضيات أو العلوم أو اللغة الإنكليزية, هذا قرارٌ جائرٌ ولا ينمّ عن دراسةٍ للأوضاع أبداً”
تجدر الإشارة إلى أنّ عدم إعطاء المعلم حقّه وعدم إنصافه ُيضاف إلى ضعف إمكانيات المدارس والأسباب الأخرى لتردي الواقع التعليمي في الشمال السوري.. الذي لابدّ من إيجاد حلّ له!!!!
محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع