يقضي ” أحمد” ذو العشرِ سنوات معظم وقته على هاتفه الجوال، متنقلاً من اليوتيوب، للفيس بوك، حتى صار يعرف كل مواقع الإنترنت ويشارك في معظم منتدياتها، كان أهل أحمد يعتقدون أن هاتف أحمد سيكون مربياً له وضابطاً لسلوكه.
لكن الحقيقة مغايرة كما يقول والده ” أصبح استخدام أحمد للجوال إدماناً، ويتحمل أي عقوبةٍ كانت إلا حرمانه منه، حتى بدأ ذلك ينعكس على حياته اليومية، فلا يتناول طعامه معنا بانتظام، وينشغل معظم الوقت عن دروسه وتعليمه”، لم يكن يعلم أهل أحمد أن الجوال سيسبب كل تلك المشاكل معهم، ” مزاجٌ سيء، تراجعٌ في المستوى المدرسي، ومشاكل بصرية ظهرت مؤخراً عليه” .
كل تلك النتائج كانت سبباً في إعادة النظر وأخذ الجوال من ذلك الطفل، عله يعود كما كان عليه سابقاً “طفل” فالجوال والإنترنت حرمت الأطفال من تلك الصفة ودعتهم يخوضون في متاهات ومشاكل كثيرة.
كان ملايين الأطفال ك أحمد، فالدراساتُ كشفت أن واحداً من بين أربعةِ أطفال مدمنٌ لاستخدام الهاتف الذكي، وأن ما بين 10% و 30% يستخدمون هواتفهم بطريقة غير صحيحة تصل لحدِ الإدمان، و وجد العلماء أن واحداً من كل أربعة أطفال وشباب لديهم علاقة إشكالية بالهواتف الذكية، واستخدامهم لها بطريقة تتفق مع الإدمان السلوكي بحسب صحيفة ” ديلي ميل البريطانية”.
تلك الأرقام الصادمة والأبحاث العلمية، تستوجب من جميع الأهالي إعادة النظر وعدم إهمال الموضوع والاستهتار به، وأن يصب استخدام الأجهزة المحمولة في مصلحة الأطفال لا في ضررهم وخلق مشاكل عندهم.
بقلم : إبراهيم الخطيب