اللاذقية ـ تسببت الحرب الدائرة في سوريا في مقتل أكثر من مئتين وعشرين ألف شخص من أفراد الشعب وفق إحصائيات الأمم المتحدة مؤخراً، هؤلاء قتلوا بآلة حرب يسيطر عليها النظام السوري، ومعروف لدى السوريين من المسيطر على الحكم، وتسببت الحرب أيضاً بمقتل أكثر من ستين ألف شخص من المكون العلوي وفق احصائيات رسمية صادرة عن جهات دولية.
لجأ النظام السوري مؤخراً إلى مايسمى «توريث الوظائف» في مناطق الساحل بدءاً من اللاذقية مروراً بجبلة وبانياس وانتهاء بطرطوس.
قال «أبو محمد» من مدينة اللاذقية: يوجد جنود سوريون قتلوا في صفوف الجيش خلال المعارك مع المعارضة، إلا أنهم لا يتمتعون بأي حقوق عند الدولة، ولا يلقَّبون بشهداء في حين أن المقاتلين العلوين يتمتعون بامتيازات أثناء حملهم السلاح ضد المدنيين السوريين وبعد مقتلهم ينالون نصيباً جيداً من الدعم الحكومي، العديد من نساء الطائفة العلوية تسلَّمت الوظائف التي كان يديرها أزواجهن بعد مقتلهم، وفق قرار حكومي بمساعدتهم، ولكن هذا القرار يبقى مطبَّقاً فقط على العلويين.
أشارت طالبة جامعية تدرس في جامعة تشرين إلى ارتفاع نسبة موظفي الجامعة من النساء، في حين أن هذه الطالبة تبحث عن وظيفة تعتاش منها وأهلها، بحثت الطالبة عن سبب وجود موظفين جدد، وقالت في حديثها لـ «القدس العربي»: «لقمة العيش هي همنا الأكبر، أنا شارفت على التخرج من الجامعة، وبحثت عن سبب وجود موظفين جدد وتبين معي لاحقاً أن النظام يورث الوظائف لأبناء الطائفة العلوية حصراً».
وأكد ناشطون من اللاذقية أن النظام السوري لا يستبعد تطبيق أي وسيلة من شأنها تهدئة العلويين، وعائلاتهم بعد أن أصبح هناك قتيل أو اثنان في كل منزل فتارة يطلق حملات دعم لقتلاه، وتارة يقدم خدمات تخص ذوي القتلى، وتارة يقدم «الماعز» كهدية لأمهات القتلى، كما أطلق في بداية العام الماضي صندوق أطلق عليه «صندوق القتلى».
في الساحل أيضاً هناك أحياء يسيطر عليها البؤس بعد أن أجبر شبانها على القتال في صفوف الجيش دفاعاً عن الأسد ويكون المقابل بضعة آلاف من الليرات السورية عديمة القيمة على حد وصف «أحمد» الهارب حديثاً من الخدمة الاحتياطية، وفرَّ إلى تركيا وقال: «يعطون الشاب منا ـ ويقصد الشباب من الطائفة السنيّة ـ 12 ألف ليرة سورية كراتب، فقط يستمر لثلاثة أشهر وبعدها لا نستطيع أن نطلب قرشاً واحداً خوفاً من العقوبة، وبعدها إما أن نموت برصاص اخوتنا في صفوف المعارضة، ولا أحد يقدّم لقمة خبز لذوي القتلى في حين أن العلويين تحولوا إلى شعب الله المختار بنظر الموالين».
وعبَّر ناشطون عن قلقهم إزاء هذه الخطوة التي تهدف إلى إجبار السنة على بيع ممتلكاتهم في سياق خطة تهجير تؤدي إلى تغيير ديموغرافي يشمل الساحل يؤدي في نهاية المطاف إلى إقصاء السنة بشكل نهائي.
سليم العمر ـ القدس العربي