نشر معهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” على موقعه الإلكتروني دراسة عن ميليشيا “كتائب الإمام علي” التي تنشط في العراق بحجة محاربة ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وذكرت الدراسة التي حملت عنوان “كتائب الإمام علي: لمحة عن ميليشيا شيعية عراقية متشددة تحارب (داعش)” أنه يوجد حالياً أكثر من خمسين تنظيماً ميليشيوياً شيعياً في سورية والعراق يدعون أنهم يتدربون ويقاتلون ضد “تنظيم الدولة”.
وأضافت الدراسة أن هذه الميليشيات “تشكل عدة تنظيمات منها فروعاً مسلحة لأحزاب سياسية قائمة أو تتبع رجال دين منفردين، كما تُعتبر البعض منها واجهات لجماعات قائمة فيما تُطور جماعات أخرى هويتها الخاصة ووجودها الخاص”.
وأشار معدا الدراسة “ماثيو ليفيت” و”فيليب سميث” إلى أن عدداً من هذه الجماعات يصد بالفعل تقدم “تنظيم الدولة”، إلا أنها تعمل بتفويض إيراني.
وذكرت الدراسة أن “كتائب الإمام علي” ظهرت فجأة على الساحة في نهاية يونيو/حزيران الماضي كجناح مسلح لـ “حركة العراق الإسلامية” الحديثة المنشأ، وارتدى أعضاؤها زياً رسمياً وكانوا مدججين بالسلاح. و”في محافظة صلاح الدين، نشر محاربون من الجماعة أشرطة فيديو تُظهر الرؤوس المقطوعة لأعدائها المذبوحين”.
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، شرعت الجماعة “في تدريب مسيحيين بهدف تشكيل جماعة فرعية تُدعى كتائب روح الله عيسى ابن مريم”.
وذكرت الدراسة أيضاً أن قائد الكتائب هو “شبل الزيدي” المرتبط بإيران والقوات العراقية، وأن “أبو مهدي المهندس” المعروف باسم جمال جعفر محمد علي والذي يحمل الجنسية الإيرانية، الذي تولى قيادة عمليات “كتائب الإمام علي” وجهودها من ناحية التوسع، لعب “دوراً بارزاً ضمن العاملين الإقليميين بتفويض إيراني لعدة سنوات”.
نموذج “حزب الله”
وتتحدث الدراسة عن تشكيل ميليشيا شيعية على غرار “حزب الله” اللبناني، ففي عام 2007، شكّل المهندس “كتائب حزب الله”. التي كانت منفصلة مبدئياً عن المنظمة التي تحمل الاسم نفسه في لبنان، إلا أنها طورت روابط وثيقة مع “وحدة 3800″، وهي الكيان التابع لـ “حزب الله” اللبناني والمخصص لتسليح الجماعات الشيعية المسلحة في العراق وتدريبها.
ووفقاً للمعلومات التي نُشرت في زمن هذه التعيينات، كان المهندس يوظف خبراء لبنانيين من “حزب الله” منذ بداية 2007، وذلك لتدريب “كتائب حزب الله” وجماعات خاصة مقاتلة شيعية أخرى على حرب العصابات واستخدام المتفجرات وأسلحة متنوعة.
وتحت إمرة المهندس، كانت “كتائب حزب الله” أول من انضوى في حرب سورية من بين الجهات المفوضة من قبل إيران. وفي مارس/آذار 2013، بعد تشييع عدة أعضاء لبنانيين من “حزب الله” كانوا قد قُتلوا في سورية، أصبحت “كتائب حزب الله” الجماعة الثانية التي تعلن خسارتها مقاتلين هناك.
وتزعم الجماعة أنها فقدت حوالي 40 مقاتلاً بالإجمال، حتى أنها خصصت قسماً جديداً لدفن الشهداء في مقبرة “وادي السلام” في مدينة النجف. كما ساهمت في إنشاء ميليشيات شيعية تتخذ من سورية مقراً لها مثل “لواء أبو الفضل العباس”، وجماعات تتخذ من العراق مقراًً لها مثل “حركة حزب الله النجباء”.
الكثير من الميليشيات
وتشير الدراسة إلى أن نمو “كتائب حزب الله” و”كتائب الإمام علي”، يوضح “أن الجهات المتطرفة المفوضة من قبل إيران تتخذ أشكالاً ووظائف متعددة، حتى أن بعضها يكتسب استقلالية عبر توسيع حجمها أو دخول معترك السياسة العراقية”.
وتبين الدراسة أن إنشاء ميليشيات جديدة ” تمكّن طهران من تنويع حقيبتها السياسية والعسكرية في العراق. وتعتمد إيران هذه الباقة الواسعة من المنظمات كطريقة لإرساء إيديولوجيتها وسلطتها ببطء داخل العراق وتشريعهما. وتنمو هذه الظاهرة ببطء في سورية أيضاً”.
ويرى صناع السياسات الغربيون والإقليميون أن العدد الكبير للجماعات وجهات الاتصال ومناطق النفوذ المتداخلة يخلق المزيد من الفوضى، مما يتيح لإيران ولوكلائها المزيد من القابلية لنفي تأثيرها بشكل منطقي إذا ما دعت الحاجة. كما يخلق هذا الوضع وهماً قائماً على حرية الاختيار والاستقلال بالنسبة إلى أولئك الذين ينضمون إلى هذه الميليشيات والأحزاب الشيعية المتطرفة أو يدعمونها.
وتحذر الدراسة إلى أنه “من الخطأ الافتراض بأن نشاط هذه الجماعات يقتصر على محاربة تنظيم الدولة أو العمل في سورية أو العراق وحدهما. وتركز طهران وجِهاتها المفوَّضة بشكل أساسي على هذه الميادين في الوقت الحاضر، ولكنّ الميليشيات الشيعية المتطرفة بدأت بالتصرف كعناصر إقليمية تتوخى أهدافاً أوسع، فعلى سبيل المثال، وجهت كتائب حزب الله وكتائب الإمام علي وجماعات مماثلة تهديدات متكررة إلى المملكة العربية السعودية على خلفية حكم الإعدام الصادر بحق رجل الدين الشيعي نمر النمر، بعد إدانته بتهم إشعال الفتنة الطائفية وجرائم مرتبطة بها في أكتوبر/تشرين أول”.
وخلصت الدراسة إلى أن “كتائب الإمام علي” ومثيلاتها تهدد الاستقرار الإقليمي ومصالح الولايات المتحدة على المدى الطويل.
وأشارت الدراسة إلى أنه من المفيد لواشنطن “أن تستعد الآن لليوم الذي سوف تنقلب فيه الميليشيات الشيعية المتطرفة المرتبطة بإيران بشكل أكثر فعالية على مصالح أمريكا وحلفائها”.
المصدر:
السورية نت