تعتبر المنشأت الرياضية في أيّ بلدٍ من العالم علامةً فارقةً تدلّ على الرُقي والازدهار، فما هو حال منشآتنا الرياضية في المناطق المحررة شمال سوريا.
أم أحمد فقدت منزلين ولا تعرف الطريقة الصحيحة لتوثيق ما تملك
عند بحثنا عن المنشآت الرياضية في الشمال السورية، صُدمنا بحجم الإهمال الكبير والحالة السيئة التي تمرّ بها تلك المنشآت بل إن بعضها تحوّل لأغراضٍ أخرى بعيدة عن مضمونها الرياضي كلياً.
الملعب الكبير داخل مدينة إدلب لم تقم به مبارة واحدة خلال السنوات الماضية، بل وسُرقت أجزاء كبيرة منه مثل محتويات غُرف تبديل الملابس والأنوار ونظام التغذية الكهريائية.
والأدهى من ذلك كله هو تحويله لمخيمٍ، إذ أن حوالي الخمسين خيمة أقيمت على أرضه منذ عام تقريباًً أي في أثناء الحملة الأخيرة على مناطق إدلب.
أما فندق إيبلا الرياضي، والذي كان مخصصاً للدوري السوري سابقاً، إذ أنه كان يستضيف الفرق القادمة من المحافظات الأخرى، تحوّل اليوم جزء من الفندق إلى دار إيواء لعشرات الأُسر النازحة، وجزء آخر تحوّل الى الاستثمار الخاص حيث مُنح المسبح الكبير الذي يتضمنه الفندق لمُستثمرٍ.
أما المنشآت الأخرى مثل المدينة الرياضية في منطقة الشيخ تلت في مدينة إدلب فقد مُنحت هي الأخرى لجهات خاصة ومستثمرين ويتم تأجيرها للناس حسب الطلب.
رغم وجود حكومةٍ ووزاراتٍ في محافظة إدلب ولكن لم تختص أيّ من تلك الوزارات بهذا القطاع الحيويّ والمهم، ولم تجرِ أيّة محاولةٍ جادّةٍ لتأسيس اتحادٍ أو هيئةٍ جامعةٍ وحاميةٍ للرياضة ولمنشآتها.
في معرض بحثنا في الأسباب المؤدية لإهمال القطاع الرياضي توجهنا الى أحد أهم الرياضيين في محافظة إدلب وسألناه عن هذا الأمر.
الكابتن حسام معتوق بطل سوريا السابق، والحاصل على الميدالية البرونزية في بطولة العالم للكيك بوكسنج، قال في معرض إجابته عن تسأولات المركز الصحفي السوري:
” لأن الحرب لها ضحايا كُثر ولأن الناس في أثناء الحرب تُركز على لقمة الخبز أكثر من تركيزها على أي شيءٍ آخر فقد كانت الرياضة أحد ضحايا هذه الحرب”
وعند سؤالنا للكابتن حسام عن أسباب الاهمال والمشاريع التي قُدمت لأجل تحسين الوضع الرياضي قال:
“لا ننسى الإهمال الكبير لهذا القطاع الحيويّ فلا يوجد هيئةٌ أو اتحادٌ للرياضيين، كلّ ما يمكن ذكره خلال السنوات الماضية هو بعض المحاولات الخجولة مثل إقامة دوري مناطق أو منافسات بين فرقٍ هواةٍ ولا يوجد حتى الآن مشروعٌ رياضيٌّ شاملٌ يحافظ على المنشآت الرياضية وينظم العمل الرياضي”
إذاً هذا هو حال الرياضة ومنشآتها في المناطق المحررة شمال سوريا، تراجعٌ وإهمالٌ وتحويلٌ إلى مخيماتٍ في ظلّ حالةٍ من عدم الاستقرار الأمني في المنطقة يلقي بظلاله السيئة على كل نواحي الحياة.
المركز الصحفي السوري
بقلم ضياء عسود
عين على الواقع