المركز الصحي السوري
علي الاحاج أحمد 1/3/2015
في ظل تردي الأوضاع الإنسانية في سورية، ومعاناة الشعب السوري اليومية من القصف والدمار والتشرد والنزوح، من هذه الحرب المفتوحة التي أعلنها نظام بشار الأسد على شعب سورية، التي راح ضحيتها مئات آلاف المدنيين من الأطفال والنساء. أصبح القطاع الطبي كغيره من القطاعات الأخرى يعاني الكثير من المشاكل، حيث أصبحت المشافي والنقاط الطبية في المناطق المحررة التي تعاني من نقص في الأدوية والتجهيزات الطبية، ونقص شديد في الكوادر الطبية وخصوصأ هجرة الأطباء الذين تركوا العيادات والمشافي وتوجهوا إلى مناطق النظام السوري أو إلى خارج البلد باتجاه أوروبا ودول الخليج.
ويعاني الشمال السوري خصوصاً من هذه المشكلة، حيث بات عدد الأطباء الإختصاصين في مناطق الشمال السوري المحرر معدوداً على روؤس الأصابع، ففي بلدة معرة حرمة الواقعة بريف إدلب الجنوبي المحرر، لا يوجد فيها سوى طبيب واحد مختص، وهذا ما أكده السيد “خالد” أحد مواطني البلدة، حيث قال “إن بلدة معرة حرمة الذي يزيد عدد سكانها عن ثلاثين ألف نسمة، توجد فيها نقطة طبية واحدة وطبيب إختصاصي واحد فقط إختصاص صدرية و باقي الإختصاصات غير موجودة، وفي كل بلدة أو قرية من القرى المجاورة يوجد طبيب واحد فقط مختص هذا إن وجد فهناك الكثير من القرى والبلدات التي لايوجد فيها أي طبيب مختص، وإنما يوجد أطباء حديثي التخرج وغير مختصين، ففي النقطة الطبية التي في بلدة معرة حرمة يوجد طبيب واحد إختصاص صدرية و طبيبين حديثي التخرج، يقومان بالعمل بقسم الأطفال، وطبيبة أيضاً متخرجة حديثاً تعمل بقسم النسائية، أما في الصيدلية الموجودة في النقطة، فهناك أحد الممرضين يعمل عمل الصيدلاني ويقوم بصرف الأدوية”.
وعن هجرة الأطباء من المناطق المحررة يحدثنا الطبيب “سعيد” أحد الأطباء العاملين في أحد المشافي الميدانية في ريف إدلب الجنوبي يقول: ” لقد واجهت الكوادر الطبية التي تعمل على الأرض ظروف قاسية، جعلتها تتوجه إلى الخارج، ولعل اولها هو إنعدام الأمن و الأمان الذي دفع معظم الأطباء إلى الهجرة خارج سورية، فالإستهداف والقصف المتكرر الذي ما زالت تتعرض له المشافي والنقاط الطبية، الأمر الذي أودى بحياة الكثير من الأطباء، وجعل الكثير من الأطباء يتركون عملهم في تلك المشافي والنقاط الطبية ويهاجروا إلى مكان أكثر أماناً، والأمر الثاني فقد أصبحت الكوادر الطبية هذه، بحاجة إلى رواتب وخصوصاً مع إرتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، لكن عجز وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة أو المنظمات والجمعيات التي تعمل في المجال الطبي عن تأمين الرواتب كان عائقا كبيرا أمام استمرار الكوادر الطبية في عملها، والأمر الثالث فهناك أطباء هاجروا لأسباب أخرى تتعلق في المغريات المادية التي قدمت لهم أو لتأمين حياتهم في دول أخرى بعيداً عن الحرب والقصف والموت.
لقد انعكست هجرة الأطباء هذه، سلباً على وضع القطاع الصحي وعلى المواطن السوري، حيث كثرت الأمراض و الآلام الجسدية وهذا أمر معروف بزمن الحرب حيث تنتشر وتكثر الأمراض والأوبئة، وأصبحت المناطق المحررة بحاجة إلى أطباء مختصين ليتعاملوا مع هذه الأمراض الغير مفهومة التي إنتشرت حديثا في المناطق المحررة.