المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 9/3/2015
اسمحوا لي أن أهنىء المرأة السورية في يومها العالمي، هذه المرأة التي عانت القهر والفقر والجوع، هذه الرأة التي تدفع ثمن حرية شعب بأكمله و ليس حريتها فقط، فهي المتظاهرة سلمياً و المعتقلة والمختفية قسراً ومعيلة الأسرة والمهجرة والنازحة، وزوجة الشهيد وأخته وأمه التي تتكفل بكل أعباء الأسرة سواء في الداخل أو الخارج، هذه المرأة العامله في المصنع والحقل، والمديرة والمعلمه في المدرسة، والموظفة والكاتبة والطبيبة والمهندسة، حفظك الله انثى العصر.
قبل أكثر من قرن و تحديداً في الثامن من آذار من عام 1908 خرجت النساء العاملات في معامل النسيج الى شوارع مدينة نيويورك الأمريكية يحملن في أيديهن المتعبة كسرة خبز و وردة لتقلن “لا” لاستعبادهن، تلك النساء تحولن الى رمز للحرية، ومنذ ذاك الحين ما انفكت نضالات المرأة في شتى أصقاع العالم ضد قوى الاستغلال والظلام لنيل حريتها، وأصبح هذا اليوم يوم المرأة العالمي الذي يصادف الثمامن من آذار من كل عام.
هاهو العام الرابع على انطلاق الثورة السورية قد شارف على الإنتهاء، وما زالت نساء سوريا تعاني أقسى درجات القهر الإنساني، كما باقي الشعب السوري في داخل سوريا و خارجها، أربع سنوات من حصار ونزوج ولجوء وسجن وقتل وتهجير وجوع وتعذيب، منذ انطلاق الثورة في سوريا حتى الآن، تحملت المرأة السورية ما تعجز عن حمله الجبال، وتستحق أن نلقي بعض الضوء على معاناتها ونتمنى لها ولجمع أهل سوريا عاماً أفضل، عاماً نأمل فيه الخلاص للجميع.
في هذه الذكرى التقينا مع أم ومربية ومعلمة سورية نازحة تقيم في أحد مخيمات الدخل السوري وهي “أم ظافر” 41 عام حدثتنا عن معاناتها بقولها: ” أنا معلمة في المدرسة التي أقيمت هذا العام في هذا المخيم، متزوجة ولديَّ أربع أولاد، لقد دمر بيتي في كفرزيتا بريف حماة الشمالي، فنزحنا إلى هذا المخيم هرباً من براميل النظام التي تنهال علينا كل يوم، لقد تركنا بيوتنا وتشردنا وسكنا في هذه الخيام التي لا تقينى من برد الشتاء ولا من حرارة الصيف، ومن هذه الخيمة أطالب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية في كل مكان أن تأخذ دورها ومسؤوليتها تجاه ما يتعرض له الشعب السوري بوجه عام و المرأة السورية بوجه خاص بوصفها المتضرر الأكبر في هذه المعاناة كأم وزوجة ونازحة وشهيدة وسجينة.
وفي هذه المناسبة قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن العنف ضد المرأة خيانة للإنسانية، لأن المرأة إنسان قبل أن تكون أماً وزوجة وبنتاً وأختاً وجارة وصديقة.
وتشير أحدث إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى وفاة أكثر من 18 ألفا و457 امرأة على يد قوات النظام حتى اليوم، منهن ما لا يقل عن 680 برصاص قناصين، وأكثر من 32 تحت التعذيب داخل مراكز الاعتقال، كما تشير إحصائيات الشبكة لاعتقال أكثر من ستة آلاف و580 امرأة من قبل القوات الحكومية، 225 منهن تحت سن الثامنة عشرة، وما زالت أكثر من ألفين وخمسمائة امرأة قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري.
لقد ارتكبت قوات النظام بحق المرأة السورية جرائم ترقى إلى أن تكون ضد الإنسانية، والمركز الصحفي السوري ينتهز الفرصة في يوم المرأة العالمي، ليوجه التحية لكل إمرأة سورية إعتدي عليها، ولكل يتيمة وأرملة ومعتقلة، صمدت في وجه الطغيان على شتى اشكاله.