تتوالى المجازر على الأهل في سوريا، وكأن نظام الأسد يتباهى بعدد القتلى وكمية الدمار، غير آبهٍ بأبسط حقوق الإنسانية، تاركا أبناءها يجابهون الموت في كل لحظة.
وها هي مجزرة جديدة ترتكبها طائرات حربية في بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي، وبات مصطلح الكارثة الإنسانية، التوصيف الأكثر دقة لما أحدثته تلك المجزرة بحق المدنيين الأبرياء من نساء وأطفال.
يكشف أبو عبد الكريم (43 عاماً) من مدينة الأتارب قائلا: ” كأن الموت سهل جداً عند نظام لا يرحم يشعبه، وبالمقابل كنا نحن نطلبه لعدم قدرتنا على تحمل ما يحدث أمامنا من دمار ومشاهدات يومية من معاناة مريرة للأهل في مدينة رفضت الرضوخ لنظام فقد الشرعية عند شعبه”.
وقالت مصادر من الدفاع المدني في مدينة الأتارب إن طائرات حربية يعتقد أنها روسية بدأت عند الساعة الحادية عشر من مساء الأحد الماضي، بقصف مناطق وسط المدينة قرب مخفر الشرطة، وشارع السوق ومنطقة المحلق الشرقي. ليبلغ عددها 24 غارة، تسع منها صواريخ فراغية موجهة و6 بالقنابل العنقودية و9 غارات بالرشاشات الثقيلة.
وبلغ عدد ضحايا الغارات الأخيرة على الأتارب، 20 شهيدا، بالإضافة لوجود 40 جريحاً بعضهم بحالة خطرة، ما يجعل عدد القتلى مرشحاً للارتفاع.
تقول أم أحمد (25 عاماً) “الوضع الذي نشهده في الأتارب سيء على الجميع، ننتظر قدوم فرج لطالما حلمنا به لأعوام.. لكن مع تكثيف الطيران وقتل المزيد.. بات قلبي لا ينتظر من يواسيه.. فقدت أمي تحت الأنقاض وأصيب طفلي بجروح.. وبات علي أن أتحلى بالصبر والدعاء لروح آلمني فراقها”.
وكعادة النظام يستهدف المستشفيات والأسواق حيث أفاد ناشطون أن الغارات الأخيرة على الأتارب، أصابت غرف العمليات التابعة لمستشفى الأتارب، بأضرار كبيرة كما أدت الغارات إلى اشتعال حرائق في منطقة السوق، حيث أسرعت فرق الدفاع المدني لإطفائها. وتسببت بالمزيد من الدمار للمباني السكنية وممتلكات السكان فيها.
ورغم إعلان روسيا سحب قواتها من سوريا منتصف آذار الماضي، إلا أن طائراتها الروسية لا تزال تقصف المدنيين، دون موقف دولي يوقف تلك المجازر، ليطول انتظار شعب عانى من الألم والحزن أعواما.
تدمدم جارة أم أحمد بصوت منخفض وحزين “قد يتأخر الفرج وتنقبض الصدور وتنحبس السعادة.. لكن الفرح والفرج سياتي بألف طريقة، طالما أننا نؤمن بأن الله ناصر المستضعفين والأبرياء”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد.