بعد أن ظهر في فيديو يتعرض للضرب والشتم والتحقير، بعد أن ألقي القبض عليه بتهمة الاشتراك في تفجيرات “جبلة” اللاذقانية السورية، خصوصا أنه ليس من أبناء المنطقة بل من مدينة حلب السورية، تبين أن الرجل الظاهر في الفيديو، والذي تعرّض لكل أشكال التحقير والضرب والسباب، ما هو إلا جندي في جيش النظام السوري.
وكانت وسائل إعلام موالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، قد نشرت فيديو يظهر فيه رجل تعرّض لضرب مبرّح وتظهر علامات الإصابة بادية على وجنتيه وجبهته وفمه، ويتعرض لسباب وشتم باعتباره “أحد الإرهابيين الذين قاموا بتفجيرات جبلة” كما ورد في الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، ونقلت عنه مختلف وسائل الإعلام، ونقل عنه موقع “العربية.نت” خبراً بعنوان “إعلام الأسد ينشر فيديو لـ”متهم” بتفجير جبلة الساحلية” في 23 من الجاري.
وتم نشر الفيديو في فضائيات موالية للأسد على مدار الساعة بعد حصول التفجيرات.
وقد وجّهت التهمة للرجل لأنه ليس من أبناء المنطقة، وبلهجته الحلبية أثار شكوك بيئة تخضع منذ فترة لتحريض من نظام الأسد ضد النازحين، فتلقّفوه على الفور، وأذلّوه كل الإذلال، كما يظهر في الفيديو حيث بدا عاجزا عن الكلام من شدة الخوف والهلع.
والمفاجأة، أن الرجل المتّهم تبيّن أنه عسكري في جيش الأسد واسمه محمد جمال سخانة، بل يخدم في الفرقة التاسعة اللواء 34، فظهر على وسيلة إعلام إيرانية، وبوساطة من أبناء إحدى العائلات في “جبلة” ليشرح ما حصل معه وكيف أنه اتّهم ظلماً.
ولفت في هذا السياق أن إعلام الأسد لجأ إلى تبرئته على الفور، بمجرد أنه عسكري في جيش الأسد، كنوع من اللفلفة للموضوع وعدم إثارة الرأي العام باتجاه تجريم واحد من جنود النظام قبض عليه في مواقع التفجيرات التي طالت المدينة.
ولفت أيضاً، أن المواقع الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد، تقدّمت بالاعتذار للرجل ومنحته “براءة” فورية مذ علمت أن المتّهم يخدم عند العميد أيوب إبراهيم في اللواء 34 الفرقة التاسعة.
ومما زاد في اهتمام المراقبين أن الذي تولّى تصوير الرجل ومنحه الوقت الكامل للتحدث عما جرى معه، هو قناة إيرانية شهيرة تعمل في سوريا، وتم تناقل الفيديو الذي يتحدث فيه عن “براءته” على نطاق واسع.
ولم يتم التأكد بعد ما إذا كان قد تم إطلاق سراحه، أو إعادته إلى مدينته الأصلية حلب، أو ما إذا كان سيعود للخدمة في جيش النظام، أو ما إذا كان سيتم الإبقاء عليه في “جبلة” التي شهدت التفجيرات وشهدت اعتقاله واتهامه بسرعة ثم تبرئته بالسرعة ذاتها.
العربية نت