أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” أن نحو عشرين ألف شخص داخل مدينة مضايا في ريف دمشق الغربي محرومون من أدنى مقومات الحياة، حيث لجأ السكان إلى الماء والملح، وسط توقعات بأن المساعدات الأممية لن تدخل قبل يوم غد الأحد.
وذكرت المنظمة -التي وصفت مضايا بأنها سجن مفتوح- أن 23 شخصا قضوا بسبب الجوع في مضايا التي تحاصرها قوات النظام ومليشيات حزب الله منذ أكثر من ستة شهور.
وطالبت بالسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى مضايا وبإجلاء فوري للمرضى من المدينة، وقالت إن ذلك هو الحل الوحيد للسيطرة على الوضع الكارثي فيها.
من جهته، قال المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة روبرت كولفيل إن “الوضع رهيب” في مضايا، مشيرا إلى صعوبة التحقق من أعداد الضحايا وحجم معاناة السكان.
إدخال المساعدات
ورغم تفاقم المعاناة، كشف الصليب الأحمر الدولي في وقت سابق أن المساعدات التي وافق النظام على إدخالها إلى المحاصرين بمضايا لن تتم قبل يوم غد الأحد.
وأفاد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك أن إدخال المساعدات لن يقتصر على مضايا بريف دمشق وإنما سيشمل بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بمحافظة إدلب بشمال البلاد.
وقد دعا أهالي مضايا الأمم المتحدة إلى التدخل فورا لإدخال الغذاء والدواء للأطفال، قبل أن تتفاقم الكارثة في المدينة.
وقالت أم ماجد -إحدى أهالي مضايا- في نشرة سابقة للجزيرة، إن هناك مذبحةً كبيرة، وإن الأمم المتحدة قد خذلت أهالي مضايا، وعليها أن تُدخل الطعام والدواء للأطفال والأهالي الذين يموتون بسبب حصار النظام.
وحصلت الجزيرة على مشهد لطفل في مضايا بسوريا وقد ذوى جسده وبان عليه الضعف الشديد بسبب الحصار المضروب على المدينة، وقالت أم الطفل إنهم ومنذ فترة يعيشون فقط على الحشائش لعدم وجود الغذاء والدواء.
ماء وملح
وفي ظل انعدام شبه كامل للمواد الغذائية، يلجأ الأهالي المحاصرين بالمدينة، والبالغ عددهم نحو 42 ألف نسمة، إلى تناول الماء مع البهارات والملح، بينما تغص المشافي بالأطفال والمرضى، جراء سوء التغذية.
وأوضحت إحدى النساء اللاتي قابلهن مراسل الأناضول، ورفضت الكشف عن وجهها لأسباب أمنية، أنها “تغلي العظام أحيانا، وأحيانا أخرى تغلي الماء مع الملح وتقدمه لعائلتها” مشيرة إلى أن “زوجها تورمت قدماه، وأصيب بضعف في الرؤية جراء الملح”.
المصدر : الجزيرة + وكالات