المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 16/1/2015
بات البحث عن الوسائل البديلة للكهرباء، الشغل الشاغل لسكان المدن السورية وخاصةً المدن التي تقع تحت سيطرة المعارضة، حيث عمد النظام إلى استهداف جميع البنى التحتية بما فيها محولات الكهرباء وأعمدة التوتر العالي، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المدن والقرى السورية بشكل كامل، وهناك قرى وبلدات لم تصلها الكهرباء منذ حوالي ثلاثة أعوام، فلجأ السكان إلى الاستعاضة عنها، باستخدام بطاريات السيارات، ومولدات تعمل بالبنزين، ومحركات الديزل والأمبيرات، التي تمتاز بتكلفتها الكبيرة، بسبب غلاء الوقود اللازم لعملها، ولا توفر الكهرباء إلا لساعات قليلة في اليوم، وبالكاد تكفي لقضاء حاجات الأسر الملحة والأساسية (من الغسيل و تعبئة خزانات الماء و شحن البطاريات).
وليس بإمكان كل الأسر شراء مولدات أو بطاريات، هذا ماقلته “أم حمزة” وهي من قرية حيش بريف إدلب الجنوبي، تقول: إن انعدام الكهرباء صار أمرًا إعتيادياً، حيث إننا لم نرى الكهربا منذ أكثر من ثلاث سنوات، وليس باستطاعتنا شراء مولدة مازوت، فأصبحنا نعتمد على مولدة الجيران لبضع ساعات من اليوم، بينما أصبحنا نغسل ثيابنا على الطريقة البدائية التي لم نعتمد عليها، ونسخن مياه الغسيل على الحطب، وأصبحت الشموع خير رفيق لنا خلال الليل.
لقد أصبح توفر التيار الكهربائي حلماً بعيد المنال في ظل انقطاعه المتكرر والطويل عن بعض المناطق، والانقطاع الدائم في مناطق أخرى، حيث تغرق المدن والبلدات في الظلام لليال طويلة. وفي حال توفرت فلا تدوم إلا لساعة أو ساعتين، وهناك إقبال كبيرعلى شراء الشواحن والمولدات إلى رفع أسعارها بطريقة جنونية وصلت إلى أضعاف أسعارها الحقيقية، مع استغلال البعض للطلب الكبير، وأصبحت تجارتها وصيانتها مربحة جداً في زمن الحرب.
وأصبحت مهنة الأمبيرات منتشرة بشكل كبير في العديد من المناطق حيث يقوم مالكو مولدات الديزل الكبيرة بتوزيع الكهرباء على عدد من البيوت بواسطة قاطع يتم من خلاله التحكم بكمية الكهرباء لكل أسرة أو محل تجاري، وتبلغ التكلفة الشهرية للكهرباء، لخمس ساعات يومياً، نحو أربعة آلاف ليرة سورية، وهو مبلغ كبير بالنسبة للسوريين الذين يعانون ظروف معيشية صعبة، ناهيك عن متطلبات الحياة الأخرى في ظل الحرب.
“أبو صلاح” من ريف إدلب الجنوبي، يقول: إن إنقطاع الكهرباء وعدم توفرها، جعلنا نعتمد على مولدات الديزل التي تعمل على المازوت، ونحن نشترك على مولدة واحدة إستطاعتها 15 ألف وات، 12 مشترك لمدة خمس ساعات، وندفع مقابل ذلك 100 ليرة سورية باليوم، أي بالشهر 3000 ليرة سورية، مع العلم أن الكثير من الأسر ليس بإمكانها الإشتراك، بسبب الفقر،ولكن تواجهنا مشاكل عدة، أبرزها صعوبة الحصول على المازوت، وحتى إن وجد فإن ثمنه باهظاً، أما في السابق كانت الكهرباء متوفرة على مدار الساعة، وكانت فاتورة الكهرباء لاتتجاوز 300 ليرة سورية كل شهرين.
ولكن السؤال الذي يتناقل بين السوريين، لماذ لاتقوم الحكومة المؤقته بتشغيل وصيانة محطات التحويل التي تضررت نتيجة القصف، الواقعة تحت سيطرة المعارضة.