ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي أخيراً بفيديو يحاكي ظهور المهدي، الذي يؤمن أهل المذهب الشيعي أنه «سيظهر ليحقق عدل الله بعدما تعلن البشرية عجزها». يقدّم الفيديو تمثيلية إعلامية تؤديها طالبات معهد تربوي تقلّد، لناحية الأداء والديكورات وملابس المذيعات، ما نشهده على تلفزيون «المنار» التابع لـ «حـزب الله» اللبنـاني، من دون الإشـارة إليه.
الفيديو يقدّم فرضية لظهور المهدي وللطريقة التي سيستقبل بها إعلامياً، حيث تنقل إحدى المذيعات عناوين بعض الصحف ووسائل الإعلام وتعليقاتها على الحدث، فقناة «العربية» تعنون «ظهور بمكة من يدّعي أنه حفيد الرسول ومنقذ البشرية»، أما تلفزيون «المستقبل»، فيكتفي بالحديث عن «انقسامات بين مؤيد ومعارض»، كما تقول الـ «أل بي سي» اللبنانية إن «أعداداً ضخمة من المسلمين الشيعة تتوافد من أنحاء العالم كافة إلى الكعبة المشرفة بعد ظهور من يدعي أنه المخلص». فيما تؤكد صحيفة «السفير» «سيطرة على الحرم المكي، وأنباء عن سقوط المدينة المنورة».
وتنقل تلك المحاكاة الإعلامية عن خامنئي، بصفته أول المهنئين، قوله «نبارك للأمة الإسلامية ظهور مخلصها، وإيران تحت أمر صاحب الأمر». وعن جريدة «الأخبار» العنوان «محمد بن الحسن: أنا حجة الله، وخليفته في أرضه». أما «لوريان دو جور» فتقول «العالم على حافة الهاوية، ودول الخليج النفطي في قبضة الشيعة».
أما خاتمة عناوين الصحافة فستكون مع الـ «سي أن أن» التي تقول «إن من يدعي أنه المهدي المخلص ما هو إلا ضابط في الحرس الثوري».
ولا يفوت التمثيلية اللبنانية أن تتحدث إلى مراسلتها في مكة لتنقل في بث حي وقائع ظهور المهدي، وتبشر المشاهدين بسبق لقاء خاص مع الإمام المخلص.
اللافت أن الفيديو، وبعد وقت من تداوله والتعليق عليه، اختفى لبعض الوقت ليظهر بشكل جديد حذفت منه مقدمته، التي يشار فيها إلى أسماء مشتغليه، ولتختفي كذلك الإشارة إلى تاريخ ظهور المهدي في العام 2012، والتي تعني أن الزمن الافتراضي لظهور الإمام قد انقضى، وما يعني أيضاً أن الفيديو سابق على ذلك التاريخ الافتراضي، الأمر الذي أثار تعليقات تستغرب تداوله الآن.
موقع «جنوبية» اللبناني، الذي يرأس تحريره الصحافي اللبناني علي الأمين، وهو من أبرز وجوه الشيعة اللبنانيين المعارضين لـ «حزب الله»، نقل الفيديو وحظي بجدل كبير وتعليقات على صفحاته. كما أورد مقالاً محتجاً يقول «تفاجأت الأوساط الشيعية بنشر شريط فيديو يغذيّ خيال النشء بأسلوب تعبويّ متطرف».
ورأت كاتبة المقال أن «التغطية «منارية» بامتياز في الشكل»، و«التصوّر لظهور الإمام الثاني عشر لدى الشيعة، يأتي بإخراج إيراني بحت»، لتصل إلى القول «كل سيناريوهات الفيلم الطفولي العقيدي هذا، ليست إلا عبارة عن إعداد «سكريبت» و«سيناريو» منقولين حرفيّاً من أحاديث الشيعة الواردة في الكتب المروّية عن علمائهم. بدءاً من صفات المهدي المنتظر، وصولاً إلى مبايعة 313 رجل له، إلى مكان ظهوره، وإعلان إيران لمبايعته، والتغطية المباشرة من مكة مكان ظهوره، وسيطرته على جيوش المنطقة».