يعد الخام من الفوسفات نموذجاً للصراع والتنافس بين إيران وروسيا، حليفي النظام الأسد، على الثروات السورية ومقدرات البلاد.
هل يؤثر قانون هدم المخالفات على أملاك #النازحين و #اللاجئين؟
كشفت مصادر إعلامية محلية اليوم الأحد، عن خروج شحنة كبيرة من مادة الفوسفات ضمن 6 شاحنات، تحمل الواحدة منها 50 طناً من مادة الفوسفات المستخرج من مناجم خنيفيس جنوب غرب تدمر بريف حمص الشرقي صباحاً، باتجاه الحدود اللبنانية.
وأضافت المصادر أن الحمولة رافقتها سيارات عسكرية تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني، وقد توجهت إلى البوابة الحدودية المقابلة لمنطقة القصير جنوب غرب مدينة حمص، لتدخل من هناك نحو لبنان.
كما تجري عمليات تهريب الفوسفات باتجاه آخر وعلى يد طرف آخر هو ميليشيا الحرس الثوري الإيراني. فقبل أسبوعين، تحدثت أنباء عن دخول 16 شاحنة تابعة للحرس الثوري تحمل كل منها 30 طن من الفوسفات المستخرج من مناجم خنيفس، إلى الأراضي العراقية عبر معبر القائم، بغية نقلها إلى إيران، لتكون الدفعة الثالثة من نوعها في العام الجاري.
تشير التقديرات إلى امتلاك سوريا أحد أكبر احتياطات الفوسفات في العالم، حيث تعد سوريا ثالث أكبر احتياطي عربي بعد المغرب والجزائر، والخامس على مستوى العالم في تصديره حتى عام 2011. فيما يمثل خام الفوسفات في البلاد المرتبة الثانية من حيث الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية بعد النفط والغاز الطبيعي.
وتتوزع عشرات المناجم لخام الفوسفات في ثلاث مناطق تأتي في مقدمتها خنيفيس والشرقية والرخيم، وتليها منطقة الحماد ثم المنطقة الساحلية.
قُدر احتياطي الفوسفات في مناجم الشرقية عام 2018، بـنحو 1.8 مليار طن، فيما بلغت الطاقة الإنتاجية للشركة العامة للفوسفات والمناجم بما يقارب 3.5 مليون طن قبل العام 2011.
تتنافس كل من روسيا وإيران على استثمار حقول النفط والغاز والثروات الطبيعية في سوريا. وقد صادق مجلس الشعب التابع للنظام في آذار 2018، على العقد بين “المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية” التابعة للنظام وشركة “ستروي تران غاز” الروسية.
منح العقد الشركة الروسية بموجبه حق استثمار مناجم الشرقية للفوسفات في منطقة تدمر لمدة 50 عام، بنسبة 30٪ من كمية الإنتاج للجانب السوري و70٪ بالمئة للشركة الروسية في منطقة يبلغ الاحتياطي المثبت فيه 105 مليون طن.
يسدد النظام كلفة الحرب التي اتخذها ضد الشعب السوري لحليفيه الروسي والإيراني، من خلال عقود إذعان استثمارية بشروط مجحفة ولمدة طويلة.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري