خففت العيادات المتنقلة في مناطق التهجير قرب الحدود مع تركيا شمال إدلب من معاناة القاطنين، أصحاب الدخل المحدود، وسط تردي وضع الخدمات بالمخيمات التي تأوي أكثر من مليون ونصف نازح.
جهود لخدمة المتضررين في المخيمات
مكّنت العيادات المتنقلة المنتشرة في سرمدا والشيخ بحر وكللي ومعرة مصرين وعفرين حصول سكان المخيمات على الرعاية، واقتصار الجهد والكلفة للوصول إلى المراكز التخصصية والمشافي، على وقع تفشي العديد من الأمراض والأوبئة المزمنة بين المستفيدين من الفئات الأشد ضعفا من النساء والأطفال والشيوخ.
وقد ازدادت الإصابة بحالات الأوبئة المزمنة عند الأهالي مؤخراً في مخيمات الكمونة و قاح و دير حسان و البردقلي والقلعة، بسبب تردي الوضع المعيشي واللجوء لاستخدام وسائل بدائية في الطهي والتدفئة، وفق ما قاله الممرض الاختصاصي محمد الزياد من ريف حماة الغربي.
ويعمل كادر عيادة منظمة سيرلليف قرب المدينة لتوفير الاحتياجات الصحية لأكثر من ٦٠ حالة ترد يوميا، بأمراض متعددة للاستشفاء من ضمنهم الأطفال والصحة الإنجابية للنساء وفق الإمكانيات المتاحة بحسب القابلة القانونية بالعيادة هند ناصر، مشيرة إلى أن غالبية النساء المصابات يعانين من فقر دم وسوء تغذية وارتفاع ضغط وإنتانات بولية.
ويواصل فريق العيادة، بحسب أخصائي الأطفال بهاء الخلاني، جولاته على المرضى بعد انتهاء العلاج بخاصة أصحاب الأمراض المزمنة السكر و الضغط و القلب و الربو البالغ عددهم ٢٥٠، مبينا أن تردي الوضع المعيشي وعدم وجود دخل يمنعهم من التوجه للمراكز الصحية، ومن خلال زيارة شهرية يتم تأمين الأدوية مجانا لهؤلاء مقارنة مع ٩٣٦ خدمة أطفال و ١٧٤٩ خدمة نسائية و ٦٨٤ خدمة رجال.
آلية عمل العيادة
يقوم فريق مؤلف من طبيب أخصائي وممرض وصيدلي وقابلة، ضمن عيادة مجهزة بمستلزمات طبية وأدوية، بجولات محددة شهريا لرعاية المتضررين بالمخيمات الموزعة بإدلب وحلب التي أطلقتها قبل أكثر من ٣ سنوات عدة منظمات، من ضمنها منظمة شفق وعطاء ووطن والإغاثة الإنسانية التركية ihh مع إنسان والرؤية العالمية والرابطة الطبية السورية وأطباء بلا حدود.
وساهم انتشار العيادات المتنقلة وفق مسؤول المراكز الصحية في صحة إدلب أنس الدغيم، من تردي وضع الخدمة بالمنطقة بخاصة مع موجات النزوح من عدة مناطق بحملات النظام، أمام عجز القطاعات على قلتها من استيعاب الأعداد الكبيرة للمراجعين.
كما بين الدغيم أن ٧٥ عيادة متنقلة تواصل عملها بطاقتها القصوى لخدمة المتضررين، إضافة للمراكز الصحية الموزعة على ٤٦ مشفى و٣٨ مركزا طبيا مجهزة بأكثر من ٢٣٠ سيارة إسعاف، قبل تراجع دعم المنظمات الذي جعل إمكانية حصول المستفيدين على الرعاية بالحد الأدنى.
وحسب فريق الرابطة الطبية السورية يحصل أكثر من ألفي مستفيد شهريا من الخدمات التي تقدمها العيادة، في مدينة معرة مصرين على رأسهم المهجرين من بقية المناطق من أصل أربعة أخرى وعشرة بمجمل ريف إدلب وحلب، يقدم خلالها المشاركون خدمة الأمراض الداخلية و أمراض الأطفال و حالات سوء تغذية للفئتين و جلسات دعم نفسي، إضافة لخدمة جائحة كورونا وصيدلية أدوية مجانية للمرضى.
صعوبات الوصول لعيادات الخدمة تواجه الأهالي
يتكبد عبد السلام مريض ربو وسكر، و النازح من ريف حماة في سهل الروج مسافة للوصول لمخيمات حربنوش قرب معرة مصرين، على أمل الحصول على جلسة صحية مع بداية كل موسم ربيع بسبب النوبة التحسسية بخاصة في ساعات الليل.
ومثله حج صطوف النازح من مدينة اللطامنة، والذي يعاني من حساسية لسعة النحل تؤدي بغالب الأحيان بهبوط ضغطه واختناقه، وقد تعود مؤخراً على حمل حقنة في جيبه بخاصة في الربيع والصيف لإنقاذ نفسه، كما أنه يأمل بتطبيق جولة العيادات المتنقلة على المخيمات المنتشرة في دركوش وزرزور، للحصول على الرعاية والأدوية التي يتكبد بشرائها من الصيدليات بخاصة مع شح دعم مشفى الرحمة التي لاتوفر جميع أصناف الأدوية التي يتعاطاها.
كما يقطع أبو أحمد الذي عانى مؤخرا من الإصابة بكورونا أكثر من ٦٠ كم للوصول لمخيم الكرامة قرب أطمة، للحصول على أدوية المرض التي توفرها العيادة المتنقلة عن طريق شقيقه بالمخيم.
تقرير خبري – نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع