واصلت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة أميركياً تقدمها نحو مدينة منبج المحاصرة والتي يتحصن فيها تنظيم «داعش» بريف حلب الشمالي الشرقي، وقالت إنها باتت على مسافة قصيرة من مركز المدينة الاستراتيجية. وجاء ذلك فيما استأنفت القوات النظامية السورية تقدمها نحو الطبقة (غرب الرقة)، وسط معلومات عن أنها باتت على مسافة 10 كيلومترات فقط من مطار المدينة التي يستخدمها «داعش» قاعدة أساسية له على ضفاف الفرات.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (مقره بريطانيا) أن اشتباكات عنيفة تدور بين «صقور الصحراء» (فرقة درّبها الروس) والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في منطقة مفرق الطبقة بريف الرقة الجنوبي «في محاولة من قوات النظام وصقور الصحراء للوصول إلى مطار الطبقة العسكري». وأشار إلى مقتل 10 مواطنين بينهم امرأتان وسقوط عشرات الجرحى المدنيين، بالإضافة إلى مقتل 8 عناصر من «داعش»، جراء ضربات نفذتها طائرات حربية على مدينتي الطبقة الجديدة والقديمة بريف الرقة. وأوضح أن ما لا يقل عن 18 غارة استهدفت الحي الأول والحيين الثاني والثالث في مدينة الطبقة الجديدة وعدة مناطق في المدينة القديمة وقرية السويدية شمال الطبقة «وسط حركة نزوح كبيرة للأهالي من المدينة». ولفت إلى أن القوات النظامية و «صقور الصحراء» تمكنت من الوصول، بدعم من الطائرات الروسية، إلى مفرق الطبقة – الرصافة – أثريا والسيطرة عليه قبل أيام، على رغم تعرّض القوات المهاجمة لاستهداف متكرر من عناصر «داعش» على طول خط تقدمها الذي بدأ من أثريا بريف حماة الشرقي. وكانت طائرات لم يتضح إن كانت روسية أو سورية ألقت مناشير أول من أمس على الطبقة تضمنت دعوات إلى المسلحين لإلقاء السلاح.
وأفاد موقع «الإعلام الحربي» الذي ينشر أخبار القوات النظامية أنها «باتت على بعد 10 كلم عن مطار الطبقة العسكري» بعدما سيطرت في الساعات الماضية «على حقل بترول الثورة ومساكن الثورة في ريف الرقة». وأضاف أن «الجيش السوري يحرز تقدماً في منطقة الرصافة… باتجاه حقل الحباري (النفطي) اثر اشتباكات مع مسلحي تنظيم داعش تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة».
وأقرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس بأن طائرة حربية سقطت أمس بعد قليل من إقلاعها من مطار حماة، مشيرة إلى «خلل فني» تسبب في الحادث. أما موقع «الدرر الشامية» المعارض فأورد أن الطائرة «سقطت فوق نقطة عسكرية… بمنطقة كفربو بريف حماة عند محاولتها الإقلاع لتنفيذ غارات على المدن والبلدات السورية». وتابع الموقع أن مراصد الطيران التابعة للمعارضة ذكرت أنها سمعت عبر أجهزة التنصت الحديث الذي دار بين قائد الطائرة وهي من طراز «ميغ 21» وبين قاعدة حماة الجوية، إذ أكد القائد أنه فقد السيطرة عليها نتيجة خلل فني وأنه سيقفز منها «قبل أن يهبط بمظلته بالقرب من المطار». وأوردت صفحات موالية للحكومة أن الطيّار قُتل في الحادث وأنه من منطقة الساحل السوري، معقل النظام، مشيرة إلى أن مساعد الطيار قُتل أيضاً إضافة إلى ثلاثة أشخاص آخرين في موقع سقوط الطائرة.
في غضون ذلك، أوردت «رويترز» أن «قوات سورية الديموقراطية» التي تدعمها الولايات المتحدة والمؤلفة من تحالف لفصائل عربية وكردية اقتربت أكثر من منبج معقل «داعش» في شمال حلب قرب الحدود مع تركيا. ونقلت عن مصدر في هذه القوات أنها شقت طريقها السبت إلى «المدخل الغربي» لمنبج وذلك للمرة الأولى منذ بدء الهجوم على هذه المنطقة في الشمال السوري. وقال المصدر لـ «رويترز» إن قوات التحالف أصبحت الآن على بعد نحو كيلومترين من وسط المدينة.
وفي محافظة الحسكة قال المرصد إن انفجاراً عنيفاً وقع في أطراف حي الوسطى عند شارع القوتلي بوسط مدينة القامشلي، مشيراً إلى أنه نجم «عن تفجير رجل لنفسه في أعقاب انتهاء البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني من تدشين نصب تذكاري لضحايا مجازر الأرمن في مسقط رأسه بالقامشلي». وقال المرصد إن ثلاثة أشخاص قُتلوا في التفجير.
وفي محافظة دير الزور المجاورة، ذكر المرصد أن «داعش» لجأ في الساعات الماضية إلى «سحب جميع عناصره من الحواجز المنتشرة على أطراف مدينة الميادين ومداخلها، بالإضافة إلى سحب عناصر «شرطة المرور» من شوارع المدينة، عقب استهداف طائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي نقطة تفتيش على جسر مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتل عنصرين من التنظيم».
وفي محافظة ريف دمشق، ذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات النظام والفصائل الإسلامية والمقاتلة «في أطراف بلدة جسرين بالغوطة الشرقية»، ترافق مع قصف مكثف من قوات النظام على مناطق الاشتباك. كذلك أشار إلى اشتباكات بين الطرفين على محور زملكا في الغوطة الشرقية، حيث استهدف النظام نفقاً بين جوبر وزملكا ما أسفر عن إصابة اثنين من الفصائل الإسلامية. ولفت إلى إلقاء مروحيات النظام «أكثر من 15 برميلاً متفجراً على منطقة المرج بالغوطة الشرقية»، فيما نشرت تنسيقية مدينة داريا في الغوطة الغربية مشاهد لقصف جوي عنيف استهدف المدينة المحاصرة (قال المرصد إنها تعرضت لأكثر من 30 برميلاً متفجراً).
وفي جنوب البلاد، ذكرت «الدرر الشامية» أن «50 شخصية ثورية» أطلقت نداء لـ «الفصائل الثورية المتواجدة في حوران… للتحرك في شكل عاجل لإنقاذ الثورة السورية من مؤامرة التقسيم». ولفتت إلى أن الموقعين على «نداء الفزعة إلى ثوار حوران» أكدوا «قدرة ثوار حوران على إنقاذ الثورة ونجدة داريا والغوطة الشرقية والمساعدة في هدم المشاريع الانفصالية والضغوطات التي تمارس من قِبل المجتمع الدولي على قوى الثورة للقبول بإعادة تأهيل نظام الأسد».
وأشارت «الدرر» إلى أن تاريخ آخر معركة خاضها «ثوار حوران» يعود إلى آذار (مارس) 2015 حين سيطروا على مدينة بصرى الشام.
الحياة