طفل صغير مهجر إلى مدينة إدلب من ريف معرة النعمان، يلقي الشعر و كأنه شاعر مبدع.
” علي نابو ” .. الطفل الصغير الذي لم يتجاوز ربيعه الثامن، يعشق الشعر و الفصاحة و يسرده بطريقة مميزة، يعجز الشعراء عن أدائها، ظهرت موهبته باكراً قبل سنوات عندما بدأ يرافق والده أثناء المظاهرات الرافضة للأسد في إدلب، فبدأ يقلده و من ذلك التقليد البريء اكتشف الوالد موهبة طفله الشعرية، فبدأ بتدريبه وتحفيظة القصائد العصماء.
توجهنا لمنزل أيمن نابو والد الطفل الواقع في مدينة إدلب لنلتقي به و هو مدير للآثار في إدلب، فحدثنا قائلاً ” لقد بدأت ألاحظ فصاحة علي عندما كان صغيرا، و أنا بطبيعتي أعشق الأدب و اكتب الشعر و كنت أردده كثيراً في المظاهرات، و بعد ذلك بدأت بتلقين علي القصائد وتحفيظة له “.
علي بات شاعراً في كل مكان يذهب إليه، في البيت يلقي الشعر أمام إخوته وفي المدرسة يلقي الشعر أمام زملائة، و كذلك هو يلقي الشعر أمام حشود من الكبار، فكثيراً ما يذهب مع والده إلى منتديات و صالونات ثقافية فيطلب إليه أن يطرب السامعين ببعض قصائدة المحفوظة.
عندما سألنا علي عن حبه للشعر وتعلقه به قال ” أنا أحب الشعر لأن الجميع يثني علي ويقدرني، و أتمنى لو أنني أستطيع تأليف القصائد، و لكني في المرحلة الحالية احفظ قصائد لكبار الشعراء كالمتنبي و عنترة و أحمد شوقي “.
يقول علي أنه يريد أن يصبح طبيبا في المستقبل، و لكنه رغم ذلك لن يترك حبه و شغفه بالشعر، فهو سيكون الطبيب الشاعر كما يقول، ” أنا أحب الشعر كهواية، و لكن طموحي هو أن أكون طبيباً أداوي المرضى ” .
تبقى موهبة علي علامة فارقة و دليل تميز له أمام أقرانه، و لكن لن تنبت هذه الشتلة و تكبر إن لم يتم دعمها والعناية بها، و بشكل دائم، سواء من الأهل أو من المجتمع، حتى تثمر في المستقبل بأزهى صورة.
بقلم : ضياء عسود