متجولاً بين أزقتها التي عانت الكثير من الدمار والقصف، يتحدث “أبو هشام” لـ “اقتصاد”، عن أن مشروعه المتواضع (والمتمثل ببسطة عرق سوس ومشروبات رمضانية)، ربما يكون بداية موفقة له في تأمين مصاريف عائلته خلال شهر رمضان على الأقل.
فبحسب “أبو هشام” تحتاج عائلته و بشكل يومي إلى ما يزيد عن 4000 ليرة سورية كمصروف مادي يسوده التقشف الكبير، ومن خلال بسطته المتواضعة استطاع تحصيل مربح مالي بسيط وصل إلى 2500 ليرة سورية باليوم الواحد، وأضاف أبو هشام: “أنوي الاستمرار طيلة الشهر الكريم، فالعمل في هذا المشروع هو فرصة عمل تغني عن الجلوس في المنزل”.
أبو هشام عينة صغيرة جداً من قرائنه الذين بدؤوا تلك المشاريع الصغيرة برأس مال متواضع قد لا يتعدى 100 دولار أمريكي في بعض الأحيان.
تجولت عدسة “اقتصاد” ضمن الأحياء السكنية لمدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية، ولعل أبرز ما يلفت الإنتباه ويثير السرور ويبعث في النفس الراحة، هو انتشار الأجواء الرمضانية التي يسودها التآخي وتآلف القلوب.
يقول السيد “حسان” أحد سكان مدينة دوما، أن أكثر ما يميز رمضان 2017 عن سابقه، أنك تجد الراحة النفسية بعودة تلك الأجواء الرمضانية للأسواق والتعاملات التجارية بين الناس، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن الشعب السوري بمختلف أطيافه شعب منتج ومعطاء لا يرضخ لأنواع القهر والإذلال.
وأضاف السيد “حسان” أن انتشار البسطات بمختلف أنواعها له أثر إيجابي لا بأس به في تحريك عجلة الإقتصاد الداخلي، وذلك في ظل الركود الكبير الذي عانته الأوضاع الإقتصادية التي أثرت بشكل سلبي على الوضع المادي للعوائل في الغوطة الشرقية.
وللوقوف بشكل أكبر حول انتشار مشاريع البسطات الصغيرة، حاولنا التحدث إلى أصحاب المحال والمطاعم للنظر فيما إذا كانت هذه الظاهرة قد أثرت على حركة البيع لديهم، فالتقينا بالسيد “ماهر الطبجي” صاحب مطعم فول وحمص في مدينة دوما، الذي أكد لـ “اقتصاد” أن مثل هذه المشاريع لا تؤثر على حركة البيع والزبائن لديهم، وذلك بسبب إقبال الناس بشكل كبير على تزيين موائد إفطارهم إما بصحن فول أو ما تعرف بالتسقية، وبذلك تضاعف الطلب على تلك المواد الغذائية.
وختم السيد “ماهر” بالقول: “لا يهمني إن زاد عدد البسطات بقدر ما يهمني عودة الأجواء الرمضانية إلى شوارعنا والتي كنا قد افتقدناها منذ زمن بعيد، لأنه بالنهاية الرزق على رب العالمين”.
عربي 21