الكثير من السوريين العائدين إلى ديارهم بعد سنوات من النزوح أو اللجوء يواجهون أوضاعًا معيشية صعبة للغاية. فالبنية التحتية في العديد من المناطق تضررت أو دُمرت بالكامل، كما أن الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، المياه، والرعاية الصحية إما معدومة أو محدودة جدًا.
إضافة إلى ذلك، يعاني الكثير من العائدين من نقص فرص العمل، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وغياب الأمن في بعض المناطق. العودة لا تعني دائمًا الاستقرار، بل في كثير من الأحيان تكون بداية لصراع جديد من أجل البقاء.
تصر وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة على أن السوريين الذين يحاولون إعادة بناء حياتهم في بلدهم الذي مزقته الحرب يحتاجون بشكل عاجل إلى دعم بقية العالم لمساعدتهم على البدء من جديد.
وارتفعت الآمال في دمشق الأسبوع الماضي عندما انخفضت أسعار الوقود على الفور بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء العقوبات، ولكن بعد أكثر من 14 عامًا من الحرب التي انتهت بسقوط نظام الأسد في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، يواجه السوريون العاديون قائمة مرهقة من المشاكل الأخرى.
وتشمل هذه التحديات الافتقار إلى السكن الناجم عن الأضرار الناجمة عن القنابل ، وعدم القدرة على الوصول إلى الكهرباء والمياه النظيفة والرعاية الصحية والعمل.
ومنذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، عاد أكثر من نصف مليون سوري إلى ديارهم، وكثيرون منهم عادوا للمرة الأولى منذ بدء الحرب، وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين .
وقال المفوض السامي فيليبو غراندي في رسالة عبر الإنترنت: “يتعين علينا ضمان أن يتمكن العائدون من البقاء والازدهار: ولهذا السبب أيضًا يعد رفع العقوبات أمرًا بالغ الأهمية، حيث أن إعادة الإعمار ضرورية بشكل عاجل”.
اليوم سوريا تحكمها سلطات انتقالية ،ولكن البلد كما قال هايل خلف، المسؤول عن سوريا في المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة : “لقد دمرت البنية التحتية في سوريا بشكل شبه كامل على جميع المستويات”،
وبحسب وكالة أنباء الأمم المتحدة أكد هايل خلف من العاصمة دمشق أن الكهرباء لا تصل إلا لأربع ساعات يوميًّا، أن الحرب الطويلة أثرت على المجتمع السوري بأكمله – ولا سيما التعليم.
وأضاف هائل خلف : “انعكس رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا سريعًا على الحياة اليومية للسوريين. فقد انخفضت أسعار الوقود في سوريا بشكل ملحوظ فور الإعلان عن رفع العقوبات”.
وشدد على “أننا نأمل أن تسرع الحكومة الأميركية في إزالة قانون قيصر”، في إشارة إلى حزمة العقوبات ضد الحكومة السورية السابقة التي وقعتها إدارة ترامب الأولى في عام 2019.
يُشكل المزارعون السوريون الغالبية العظمى من النازحين داخليًا بسبب القتال إلى المخيمات. ويقول معظمهم – 88% – بأنهم لا يستطيعون العمل في التربة مجددًا، إذ تعمل معظم المزارع إما بنصف طاقتها الإنتاجية أو لا تعمل على الإطلاق، وفقًا لمصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة .
ووفقًا لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، يعيش اليوم أكثر من 90% من سكان سوريا تحت خط الفقر اعتبارًا من كانون الأول (ديسمبر) 2024.