“لا تحزني يا أمي واصبري واحتسبي فقد ماتت عدالتهم” بهذه الكلمات واست خديجة والدتها المحتجزة قسراً نجلاء والمعروفة إعلامياً ب “حاملة القرآن الأسيرة” بعد الحكم عليها بالسجن المؤبد، فمن هي نجلاء وما قصة اعتقالها ؟
أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكم السجن المؤبد بحق المدعوة نجلاء مختار يونس أول أمس الثلاثاء، وذلك بعد عامين من احتجازها احتياطياً في السجن الانفرادي.
وعقب إصدار الحكم، نشرت خديجة وسام عبد الوارث ابنة المعتقلة نجلاء، تغريدة تواسي والدتها قائلة “مكنتش متخيله غير البراءه عمري ما تخيلت ان ممكن يبقى مؤبد، أنا بس صعبان عليا اوي اختي الصغيره الي لسه يا حبيبتي 7 سنين، المفروض تتعود يعني أن مامتها مش في البيت، لا تحزني يا أمي واصبري واحتسبي فقد ماتت عدالتهم”
وكانت قد اعتقلت نجلاء مختار يونس الملقبة ب “حاملة القرآن الأسيرة”، من قبل قوات الحكومة المصرية في مطار القاهرة الدولي أثناء سفرها لأداء عبادة الحج، وذلك في يوم 18 آب من عام 2018.
تعرضت نجلاء للاختفاء القسري مدة 11 يوم عقب اعتقالها، لتظهر بعدها في نيابة أمن الدولة للتحقيق معها يوم 29 آب، بحسب وسائل اعلام مصرية.
تحتجز نجلاء في زنزانة انفرادية تحت حراسة مشددة في سجن القناطر للنساء منذ عامين، فيما تمنع من الزيارات وتتعرض للعديد من الانتهاكات، بحسب منظمة “نحن نسجل الحقوقية”.
يُذكر أن نجلاء زوجة المستشار الأمريكي “داوود مرجان” تعمل كمحفّظة للقرآن الكريم، وهي أم ل8 أطفال بحاجة للرعاية، وتحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية.
في سياق الانتهاكات التي ارتكبت بحق نجلاء، حرمت من مقابلة أطفالها طيلة فترة احتجازها، كما منعت من حضور جنازة والدها الذي توفي في شهر حزيران من عام 2020، بحسب المصادر ذاتها.
وكانت قد تنازلت نجلاء عن جنسيتها المصرية رسمياً، وطالبت بترحيلها للولايات المتحدة الأمريكية موطن جنسيتها الثانية، في شهر تموز من عام 2019، دون أي تجاوب من قبل السلطات المصرية.
فيما أدان مركز الشهاب لحقوق الإنسان “منظمة مدنية مصرية”، الانتهاكات بحق نجلاء، مشيراً إلى أنها اضطرت للتخلي عن جنسيتها المصرية بغية الخلاص من الانتهاكات التي تتعرض لها في سجون النظام المصري.
وتُتهم نجلاء مع مجموعة من الأشخاص، بتشكيل خلية إرهابية تتبع لتنظيم داعش، فيما ينفي معارضو النظام المصري تلك التهمة مشيرين إلى أنها مجرد معتقلة رأي.
يقبع في سجون النظام المصري عشرات الآلاف من معتقلين الرأي من الرجال والنساء، ويتعرضون للتعذيب والانتهاكات الجسدية والنفسية، فيما يتوفى العديد منهم داخل السجون نتيجة الإهمال المتعمد، بحسب إحصائيات سابقة لمنظمات حقوقية.
وفي شهر آذار الماضي نددت أكثر من 30 دولة انتهاك الحريات في مصر من قبل الحكومة المصرية في بياناً مشتركاً، أبرزها كانت دولاً أوربية إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وكندا ونيوزيلندا.
وطالبت الدول النظام المصري بالإفراج عن معتقلي الرأي، والتوقف عن استخدام قانون مكافحة الارهاب لقمع المعارضين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين.
سدرة المنتهى
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع