يمر اليوم تاريخٌ أليم عاشه أهالي جنوب العاصمة دمشق، تاريخ يضج داخل أذهان الناجين من الاعتقال، اعتقالٌ طال أكثر من 1500 شخصاً راحوا نحو المصير المجهول.
تعاني مناطق جنوب العاصمة دمشق الحصار، ويفتك بأحياء جنوب العاصمة “التضامن، الحجر الأسود، مخيم اليرموك” ضيق خانق، وبعد أكثر من عام على الحصار، بثت إشاعةٌ على أن النظام سيسمح للمحاصرين بالخروج، عن طريق حاجز “علي الوحش” جنوب يلدا، لكن الخارجين لايدرون المصير المنتظر، والحقد الدفين في قلوب الميليشيات هناك.
خرج عدد من العوائل عبر ذات الطريق، قبل أيام من الطامة المنتظرة، لكن الميليشيات الداعمة للنظام، اعتقلتهم في مدرسة جهزت لهذا الغرض، ولم يدرِ من في داخل البلدة المحاصرة أن مصير من خرج الاعتقال.
في الخامس من كانون الثاني 2014، بدأ المئات من أهالي في منطقة مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود، حيث كان معظمهم من مهجري السبينة وحجيرة، بالخروج نحو الحاجز المذكور، هاربين من الجوع والحصار والبرد، وبعد ضغوطات على كتائب الجيش الحر الذي حذرهم من الخروج، خرجوا.
بدأ الأهالي التنقل، تنظيم الدولة فتح لهم الطريق نحو الحاجز الذي تسيطر عليه ميليشيات “أبو الفضل العباس”، وحاجز منطقة الحجيرة، إلا أن أولئك الناس الخارجين بحثا عن الحياة، واجهتهم السكين القاتلة والحقد الأسود .
مئات الرجال ممن حاولوا الوصول إلى دمشق اختفوا!، بينما قتلت النساء واغتصبت واحترقت جثثهم على مقربة من الحاجز، والأطفال و كبار السن ذبحوا وأحرقوا بسكين الحقد التي تستلها تلك الميليشيات بدعم من إيران.
شاهد كيف يكون الأخ سبب مآسي أخوته ويسلب أملاكهم!!
لم يخرج من المذبحة تلك إلا القليل، حيث أعيدوا بعد ضربهم وإهانتهم إلى الحي، طفل وحيد استطاع الهرب ليلاً من المعتقل “المدرسة” الذي اتخذته تلك الميليشيات بالقرب من الحاجز.
حيث يروي أحد عناصر فصائل الثوار رصدهم لجسم يتجه نحو نقاط رباطهم، تبين أنه طفل هارب من تلك المجزرة، ثم تلاه عدد من كبار السن، دفعتهم تلك الميليشيات بالسير نحو خطوط الرباط لتقوم فصائل المعارضة بقتلهم.
وقد وثق الناشطون مقتل وحرق واعتقال أكثر من 1500 شخصا، من ضمنهم 655 شخصا موثقين بالشهادات، واتهامات الناس والناجين تحوم حول “تنظيم الدولة” الذي سهل خروجهم وتعامل مع ميليشيات أبو الفضل العباس لتسليم الناس لهم.
بقلم : إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري