سماح هدايا وزيرة الثقافة في الحكومة السورية الانتقالية الجديدة، تنحدر من اسرة دمشقية؛ والدها محمد تيسير هدايا (كان ناشطا سياسيا) وهناء الرباط (ربة أسرة). توفي والداها في دمشق نتيجة المرض خلال الثورة السورية. متزوجة من أردني وحاصلة على الجنسية الأردنية بالإضافة إلى جنسيتها السورية.
تابعت تعليمها الجامعي في دمشق وحصلت على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق.
علّمت اللغة العربية (معهد إعداد المدرسين وثانوية القدس)، ثم تابعت دراستها في لبنان فحصلت على دكتوراة في اللغة العربية وآدابها في مجال النقد الأدبي من الجامعة اليسوعية “جامعة القديس يوسف”، وكانت اطروحتها دراسة مقارنة بين الرواية والسينما. عملت في الأردن مدة 21 سنة (1990 وحتى 2011) في التعليم وتطوير المناهج وإعداد المدرسين. وعملت في أنشطة ثقافية من ضمنها منتدى “مداد الثقافي “تحت رعاية (المدرسة الأهلية للبنات) وكانت رئيسة تحرير مجلة “مداد”. استقرت في الجزء الشمالي من قبرص منذ اندلاع الثورة السورية وعملت في الكتابة للثورة السورية. تسلمت رئاسة تحرير جريدة الأيام الالكترونية منذ منتصف 2013. ليست تابعة لأي حزب أو جهة. تعمل مستقلة، وهي عضو في تجمع نسوي مدني مجتمعي مستقل “تجمع نساء الثورة السورية” غير مدعوم من اي طرف أو جهة.
كان للايام شرف اجراء لقاء سريع معها ما هي رؤيتك الأوليه للعمل بوصفك أصبحت الأن وزبره للثقافه والأسره ؟
هذه محاولة بسيطة ومتواضعة جدا لشرح رؤيتي الأولية للعمل. لكني أعتبره دعوة للاصدقاء للإسهام في إنضاجه. مع شكري الجزيل واحترامي لكل من يحاول تقديم إضافة. رؤيتي للثقافة والأسرة في حكومة المعارضة السورية: إن العمل لا يمكن أن ينجح إن لم يكن ضمن فريق وبروح جماعية تشاركية وبرؤية جامعة. لا يمكن التعامل مع موضوع الثقافة والأسرة في ظل الواقع السوري الحالي المأزوم والمشروخ والمنقسم بحدّة، بشكل نمطي وتقليدي وثابت. فالوضع يستلزم رؤية منهجية فريدة تراعي الظرف والمستجدات، وآلية عمل واقعية تكون في قلب المشكلة وتسعى لأحتوائها وحلها ضمن فهم الحساسيات االخاصة المختلفة وفي إطار الاحتياجات العامة الوطنية والإنسانية.
– الهوية هي النقطة الجوهرية. ولا أعني بالهوية الجانب السياسي المتقوقع على الأطروحات النظرية. بل في جانبه الحياتي الإنساني. بمعنى ترميم الهوية الذاتية المنكسرة والسعي لبناء بناء هوية وجدانية إنسانية وطنية تقدر ما تم تقديمه فداء للوطن والتاريخ وتقدر قيمة الذات وأهمية التضحيات المبذولة من اجل الذات الجماعية السورية في مطلبي الحرية والكرامة. وبناء منظومة فكرية مجتمعية تعمل على تفعيل الأداء القيمي والوطني والإنتاجي ضمن الشمولية السورية الجامعة التي تحترم حق الذات وتحترم حق الآخر. لا تفرط بالذات ولا تستهين بالآخر.
– الأسرة: في اتجاه حماية المرأة وتطويرها ورعاية الطفل وتمكين هذه الأسرة من تجاوز صدمة الحرب والدمار والفقر والعوز والتشرد بالعمل والإنتاج والتعلم المستمر ضمن تعزيز الثقة بالذات والمستقبل واليقين بالغد والأمل به.
– الموروث التاريخي: إعطاء قيمة للموروث وللتاريخ والمخيلة الشعبية من خلال دعم الحرف المهنية واليدوية؛ منها الحرف النسوية، والحرف التراثية التي تحمي المروث التاريخي، وتفتح المجال أمام المرأة والأسرة للكسب المالي بشكل كريم ومحترم في سياق إنتاجي وطني يساعد في الصمود داخل الظروف الصعبة.
– الآثار السورية: متابعة ملف الآثارالسورية، والآثار المسروقة، فهي جزء لا يتجزأ من الهدف الوطني ومن العقل الجمعي.
– العمل مع المجموعات المنتجة الشباية؛ فهي وقود الغد وهي التي تحمل عبء التغيير واستحقاقاته ورعايتها لتطوير ذاتها ضمن خط وطني مسؤول.
– اللغة والانشطة الثقافية المتعددة: التركيز على تعلّم اللغات وتقديم أنشطة ثقافية وفنية في الببئات المتضررة لغويا وثقافيا لتنشئة وعي وطني ولغوي عربي يحمل ثقافة الأمة ويطورها حضاريا ووجدانيا.
– تسجيل الذاكرة وتوثيقها: تسجيل الاحداث وتدوينها وتوثيقها بالصور والوثائق ومتابعة ملفات التوثيق البصرية والسمعية لحفظ تاريخ الثورة والواقع السوري في الداخل والشتات.
– رعاية الناشيئن فنيا” وثقافيا“ بتشجيع النشاطات الفنية الراقية، من مسرح ورسم وغناء جماعي وموسيقى.
– الروابط الاسرية: الحرب تفكك الروابط الإنسانية وتترك الأشياء تفقد ا معناها النبيل؛ وهنا يأتي دور الثقافة والتربية والأسرة في تعزيز القيم الإيجابية والوجدان الوطني والعلاقة الأسرية وإعادة الإنسان إلى مسيرة الترقي.
كيف تقيمين مهمتك سهله ؟ ام صعبه؟
هذه أصعب مهمة في حياتي. وسأقوم بها على أعصابي وقلبي. أرجو أن أنجح، ليس لأجلي بل لأجل ما يمكن أن يحصل لو نجحنا في حمل الحلم بالحرية والديمقراطية عاليا” في اشد الظلمة حلكة. حتما لن أفعل شيئا كبيرا، لكن يكفي أن أبدأ بخطى ثابتة وطموحة على درب طويل.
ماذا تقولين للناس التي فقدت ثقتها خلال الأربع سنوات بأي معارضه خارجيه، أو ائتلاف اوحكومه ؟
سنوات القمع من الصعب أن تفرز تغييرات سريعة. الكل يعاني من أمراض في الداخل والخارج، لكن بأشكال مختلفة. الاستشفاء ليس سهلا وسريعا. ولكن علينا التجربة.
قبرص – على السكايب أجرت المقابلة: نهى شعبان / الايام 5 كانون الثاني 2015